اسم الکتاب : غرر الخصائص الواضحة المؤلف : الوطواط الجزء : 1 صفحة : 213
الباب السادس
في العي
وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول من هذا الباب
فيما ورد عن ذوي النباهة في ذم العي والفهاهة
قال الله تعالى أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين وقال الله تعالى حكاية عن فخر فرعون على موسى بالبيان في قوله أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين ذكر أهل التفسير أن موسى عليه السلام لما سمع هذا القول من فرعون قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمرلي واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي فاستجاب الله دعاءه وسمع نداءه فقال قد أوتيت شؤلك يا موسى وحل الله تلك العقدة وأطلق تلك الحبسة حد العي قالوا هو معنى قصير يحويه لفظ طويل وقال أكثم بن صيفي هو أن تتكلم فوق ما تقتضيه حاجتك وقالوا العي الناطق أعيى من العي الساكت لأن المفحم يأتي ما لا يرضاه ويطلب فوق ما في قواه وقالوا العي بلاغة بعي كما ذكر أن ربيعه خطب فأطال وأعجبته نفسه وإلى جانبه أعرابي فالتفت إليه وقال يا أعرابي ما تعدون البلاغة فيكم قال قلة الكلام مع الاصابة قال فما تعدون العي قال ما كن فيه منذ اليوم قال الشاعر
وإذا خطبت على الرجال فلا تكن ... هدر الكلام تقوله مختلا
واعلم بأنّ من السكوت سلامة ... ومن التكلم ما يكون خبالا
اسم الکتاب : غرر الخصائص الواضحة المؤلف : الوطواط الجزء : 1 صفحة : 213