وتبصرون رؤوس الأمر مقبلة ... ولا ترون وقد ولّين أذنابا
وقلّما يفجأ المكروه صاحبه ... إذا رأى لوجوه الشر أسبابا
وقال آخر: [طويل]
فلا يحذرون الشرّ حتى يصيبهم ... ولا يعرفون الأمر إلا تدبّرا «1»
ويقال: «ظن العاقل كهانة» . وفي كتاب للهند: «الناس حازمان وعاجز، فأحد الحازمين الذي إذا نزل به البلاء لم يبطر وتلقّاه بحيلته ورأيه حتى يخرج منه، وأحزم منه العارف بالأمر إذا أقبل فيدفعه قبل وقوعه، والعاجز في تردّد وتثنّ حائر بائر لا يأتمر رشدا ولا يطيع مرشدا» .
وقال الشاعر: [طويل]
وإني لأرجو الله حتى كأنّني ... أرى بجميل الظن ما الله صانع
وقال آخر: [وافر]
وغرّة مرّة من فعل غرّ «2» ... وغرّة مرّتين فعال موق
فلا تفرح بأمر قد تدنّى ... ولا تأيس من الأمر السّحيق
فإن القرب يبعد بعد قرب ... ويدنو البعد بالقدر المسوق
ومن لم يتق الضّحضاح «3» زلّت ... به قدماه في البحر العميق