وإني حين قسّمت هذه الأخبار والأشعار وصنّفتها وجدتها على اختلاف فنونها وكثرة عدد أبوابها تجتمع في عشرة كتب بعد الذي رأيت إفراده عنها وهو أربعة كتب متميزة، كل كتاب منها مفرد على حدته، كتاب الشراب، وكتاب المعارف، وكتاب الشعر، وكتاب تأويل الرؤيا.
فالكتاب الأوّل من الكتب العشرة المجموعة «كتاب السلطان» وفيه الأخبار من محل السلطان واختلاف أحواله وعن سيرته وعما يحتاج صاحبه إلى استعماله من الآداب في صحبته وفي مخاطبته ومعاملته ومشاورته له وما يجب على السلطان أن يأخذ به في اختيار عمّاله وقضاته وحجّابه وكتّابه وعلى الحكام أن يمتثلوه في أحكامهم وما جاء في ذلك من النوادر وأبيات الشعر المشاكلة لتلك الأخبار.
والكتاب الثاني «كتاب الحرب» وهذا الكتاب مشاكل لكتاب السلطان فضممته إليه وجعلتهما جزءا واحدا وفيه الأخبار عن آداب الحرب ومكايدها ووصايا الجيوش وعن العدد والسلاح والكراع «1» وما جاء في السّفر والمسير والطّيرة والفأل وما يؤمر به الغزاة والمسافرون، وأخبار الجبناء والشجعاء وحيل الحرب وغيرها وشيء من أخبار الدولة والطالبيّين وأخبار الأمصار وما جاء في ذلك من النوادر وأبيات الشعر المشاكلة لتلك الأخبار.
والكتاب الثالث «كتاب السّؤدد» وفيه الأخبار عن مخايل السؤدد في الحدث «2» وأسبابه في الكبير وعن الهمة السامية والخطار بالنفس لطلب المعالي واختلاف الإرادات والأماني والتواضع والكبر والعجب والحياء والعقل والحلم والغضب والعز والهيبة والذلّ والمروءة واللباس والطيب والمجالسة