ابن عباس ليأخذ بركابه، فقال: لا تفعل يا ابن عمّ رسول الله، فقال: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا. فقال زيد: أرني يدك، فأخرج يده فقبّلها زيد، ثم قال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبيّنا عليه السلام. قال عبد الله بن مسعود: رأس التواضع أن تبدأ من لقيت بالسّلام، وأن ترضى بالدّون من المجلس. ابن أبي الزّناد عن أبيه أن العبّاس بن عبد المطّلب لم يمرّ قطّ بعمر ولا بعثمان وهما راكبان إلّا ترجّلا حتى يجوزهما إجلالا له أن يمرّ وهما راكبان وهو يمشي. كان سلمان يتعوّذ بالله من الشيطان والسلطان والعلج «1» إذا استعرب. المدائنيّ قال؛ سلّم رجل على حسّان بن أبي سنان فدعا له، فقيل: أتدعو لمثل هذا! فقال: إن مما يفضلني به أن يرى أنّى خير منه. قال عبد الله بن شدّاد: أربع من كنّ فيه فقد برىء من الكبر: من اعتقل العنز، وركب الحمار «2» ، ولبس الصوف، وأجاب دعوة الرجل الدّون.
باب الكبر والعجب
حدّثني إبراهيم بن مسلم قال: حدّثنا أبو السّكين قال: حدّثني عمّ أبي زحر بن حصن قال: قال رجل للحجّاج: أصلح الله الأمير، كيف وجدت منزلك بالعراق؟ قال: خير منزل لو كان الله بلّغني أربعة فتقرّبت بدمائهم إليه.
قال: ومن هم؟ قال: مقاتل بن مسمع، ولي سجستان فأتاه الناس فأعطاهم الأموال، فلمّا عزل دخل مسجد البصرة فبسط الناس له أرديتهم فمشى عليها، وقال لرجل يماشيه: لمثل هذا فليعمل العاملون. وعبيد الله بن زياد بن ظبيان