أحاديث تنسخ بها أخباركم مع أخبار عاد وثمود. ثم تمثّل: [وافر]
لعل الحلم دلّ عليّ قومي ... وقد يستضعف الرجل الحليم
ومارست الرجال ومارسوني ... فمعوجّ عليّ ومستقيم
أبو حاتم قال: حدّثنا أبو عبيدة قال: أخذ سراقة «1» بن مرداس البارقيّ أسيرا يوم جبّانة «2» السّبيع، فقدم في الأسرى فقال: [رجز]
أمنن عليّ اليوم يا خير معدّ ... وخير من حلّ بصحراء الجند
وخير من لبّى وصلّى وسجد «3»
فعفا عنه المختار ثم خرج مع إسحاق بن الأشعث عليه فجيء بسراقة أسيرا فقال له المختار: ألم أعف عنك؟ أما والله لاقتلنّك. قال: إنّ أبي أخبرني أن الشام ستفتح لك حتى تهدم مدينة دمشق حجرا حجرا وأنا معك فوالله لا تقتلني. ثم أنشده: [وافر]
ألا أبلغ أبا إسحاق أنّا ... نزونا نزوة كانت علينا
خرجنا لا نرى الضّعفاء شيئا ... وكان خروجنا بطرا وحينا «4»
نراهم في مصفّهمو قليلا ... وهم مثل الدّبا لمّا التقينا
فأسجح إن ملكت فلو قدرنا ... لجرنا في الحكومة واعتدينا
تقبّل توبة مني فإني ... سأشكر إن جعلت النّقد دينا
فخلّى سبيله ثم خرج إسحاق عليه ومعه سراقة فأخذ أسيرا فقال: الحمد لله الذي أمكنني منك يا عدوّ الله، فقال سراقة: ما هؤلاء الذين أخذوني! فأين