سنبكه عرّبه. وذلك لأن في أعناق الهجن قصرا فهي لا تنال الماء على تلك الحال حتى تثني سنابكها وأعناق العتاق طوال.
وحدّثني أبو حاتم قال: حدّثنا الأصمعيّ قال: ذكروا أن كسرى كان إذا أتاه سائسه فقال: الفرس يشتكي حافره، قال: المطبخ. وإذا قال: يشتكي ظهره، قال: البيطار.
وأنشدني أبو حاتم لأبي ميمون العجليّ وهو النّضر «1» بن سلمة في شعر طويل له يصف الفرس، وقال قرأته على أبي عبيدة وعلى الأصمعيّ:
[سريع]
الخيل منّي أهل ما أن يدنين ... وأن يقرّبن وأن لا يقصّين
وأن يبأبأن «2» وأن يفدّين ... وأن يكون المحض مما يسقين
وأهل أن يعلين أو يغالين ... بالطّرف والتّلد وأن لا يجفين «3»
وأهل ما صحبننا أن يقفين ... وأهل ما أعقبننا أن يجزين «4»
أليس عزّ الناس فيما أبلين ... والحسب الزاكي إذا ما يقنين؟
والأجر والزّين إذا ريم الزّين ... كم من كريم جدّه قد أعلين
وكم طريد خائف قد أنجين ... ومن فقير عائل قد أغنين
وكم برأس في لبان «5» أجرين ... وجسد للعافيات أعرين
وأهل حصن في امتناع أرذين ... وكم لها في الغنم من ذي سهمين «6»