responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال المؤلف : حسين بن محمد المهدي    الجزء : 1  صفحة : 697
اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ, قَالَتْ: فَدُونَكَ فَسَمْعًا وَطَاعَةً, قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَخَذْتُ بِرَأْسِ الْجَمَلِ فَأَقْبَلْتُ بِهِ حَتَّى أَنَخْتُهُ عَلَى بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَرِيبًا مِنْهُ قَالَ وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ فَرَأَى الْجَمَلَ, فَقَالَ: (مَا هَذَا؟) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا جَمَلٌ جَاءَ بِهِ جَابِرٌ, قَالَ: (فَأَيْنَ جَابِرٌ؟) فَدُعِيتُ لَهُ, قَالَ: (تَعَالَ -أَيْ يَا ابْنَ أَخِي- خُذْ بِرَأْسِ جَمَلِكَ فَهُوَ لَكَ) , قَالَ: فَدَعَا بِلالاً, فَقَالَ: (اذْهَبْ بِجَابِرٍ فَأَعْطِهِ أُوقِيَّةً) , فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَأَعْطَانِي أُوقِيَّةً وَزَادَنِي شَيْئًا يَسِيرًا, قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا زَالَ يَنْمِي عِنْدَنَا وَنَرَى مَكَانَهُ مِنْ بَيْتِنَا. (1)
إن في هذه القصة من الخُلق الكريم ما يدل على علو مكانة محمد صلى الله عليه وآله وسلم, ولطف معاشرته, وفكاهة محاورته, ولين خطابه, وهو ما يدفع العاقل إلى حسن الإقتداء به صلى الله عليه وآله وسلم, ويستفاد من ذلك أن حسن الخلق هو أفضل ما اقتنى الإنسان لنفسه في الدنيا وأجل ما يذخر له في العقبى, ولله در القائل:
ما مِن جَميلٍ مِنَ الدُنيا وَلا حَسَنٍ ... إِلا وَأَكثَرُهُ في ذَلِكَ الخُلُقِ (2)

وإلى هنا تم بحمد الله وعونه وتوفيقه
ويليه الجزء الثاني

(1) - أخرجه أحمد في المسند حديث (14495) .
(2) - هذا البيت لأبي تمام.
اسم الکتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال المؤلف : حسين بن محمد المهدي    الجزء : 1  صفحة : 697
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست