responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال المؤلف : حسين بن محمد المهدي    الجزء : 1  صفحة : 672
صداقة الأشرار عار
العاقل يستعيذ بالله من مصاحبة الأشرار, ومعاشرة الأنذال, فمصاحبة الأشرار داء عيا, وبلاء وأذى, فصديق من هذا القبيل ما هو إلا كالجاسوس يتتبع العثرات, ويدل على العورات, ما رأى من صالح دفنه, وما رأى من سيء أذاعه, وفي الأدعية المأثورة: (وأعوذ بك من خليل ماكرٍ عيناه تراني وقلبه يرعاني إن رأى حسنة دفنها وإن رأى سيئة أذاعها) .
فالصديق والجليس السيئ إن ذكرت الله لم يعنك, وإن نسيت لم يذكرك, وإن غفلت ولهوت حرضك على اتباع الهوى واللهو وترك الذكر والخير, فمن كان أصدقاؤه أشراراً كان شرهم, قال الشاعر:
وَصاحِبِ السوء كَالداءِ العياءِ إِذا ... ما اِرفَضَّ في الجِلدِ يَجري هاهنا وَهنا
يَبدي وَيخبرُ عَن عَوراتِ صاحِبه ... وَما يَرى عِندَهُ من صالِحٍ دَفَنا (1)

أما صالح بن عبد القدوس فيقول:
شر الاِخلاء مَن تَسعى لِترضيه ... وَلا يَزال عَلَيك الدَهر غَضبانا

وله أيضاً:
تجنب قرين السوء واصرم حباله ... فإن لم تجد عنه محيصاً فداره
وأحبب حبيب الصدق وأحذر مراءه ... تنل منه صفو الود ما لم تماره

وله أيضاً:
وَاِحذَر مُصاحَبَة اللَئيمِ فَإِنَّهُ ... يُعدي كَما يُعدي الصَحيح الأَجرَبُ
وَدع الكَذوب فَلا يَكن لَكَ صاحِباً ... إِن الكَذوب يَشين حراً يَصحب (2)

(1) - الأمالي للقالي ج2ص182 , والموسوعة الشعرية ص311. والبيتان للمقنع الكندي.
(2) - ورد هذان البيتان في ديوان صالح بن عبد القدوس, وكذلك في ديوان الإمام علي رضي الله عنه, والله أعلم.
اسم الکتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال المؤلف : حسين بن محمد المهدي    الجزء : 1  صفحة : 672
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست