وفي أدب الدنيا والدين للماوردي:
إذا طال عمر المرء من غير آفة ... أفادت له الأيام في كرها عقلاً
ومن العقل التثبت في كل عمل قبل الدخول فيه, والعاقل لا يطول أمله لأن من قوي أمله ضعف عمله, ومن أتاه أجله لم ينفعه أمله, والعاقل بطبعه يتقرب من العقلاء, فقرب العاقل غنم لأشكاله, وعبرة لأضداده على الأحوال كلها. الأدب النفسي ودوره في تنمية العقل
إن للأدب النفسي دور في تنمية العقل وإحلاله المرتبة التي يتفق له معها تبعات الوجود, فالعقل عنده طاقة كامنة مليئة بالاستعدادات قادرة على المنطق الصالح إذا أحياها الأدب, وأمدها بأسباب النماء والعطاء, وعن ذلك يقول ابن المقفع: فكما أن الحبة المدفونة في الأرض لا تقدر أن تخلع يبسها وتظهر قوتها وتطلع فوق الأرض بزهرتها إلا بمعونة الماء الذي يغور إليها في مستودعها فيذهب عنها أذى اليبس والموت, ويحدث لها بإذن الله القوة والحياة فذلك سليقة العقل مكنونة في مغرزها من القلب: لا قوة لها ولا حياة بها ولا منفعة عندها حتى يعملها الأدب الذي هو ثمارها وحياتها ولقاحها. (1)
(1) - الآثار الكاملة ص26.
اسم الکتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال المؤلف : حسين بن محمد المهدي الجزء : 1 صفحة : 66