اسم الکتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال المؤلف : حسين بن محمد المهدي الجزء : 1 صفحة : 637
وإنما نسب إلى الظلم لأنه يستر السارق وغيره من أهل الريبة [1] ، ... وقولهم: "كالأرقم إن يقتل ينقم, وإن يترك يلقم", يقول: إن قتلته كان له من ينقم له منك وإن تركته قتلك.
وقولهم في الانتصار من الظلم: "هذه بتلك والبادئ أظلم", ومنه: "من لم يذد عن حوضه يهدم", وهذا المثل لعله أخذ من قول الشاعر:
وَمَن لا يَذُد عَن حَوضِهِ بِسِلاحِهِ ... يُهَدَّم وَمَن لا يَظلِمِ الناسَ يُظلَمِ (2)
فقد أصاب الشاعر في صدر البيت وأخطأ في عجزه. وفي الذكر الحكيم: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} [3] .
وقولهم في الظلم ترجع عاقبته على صاحبه: "من حفر مغواة وقع فيها". والمغواة: البئر تحفر للذئاب ويجعل فيها جدي ليصيده فيصطاد [4] . ومنه قولهم: "من حفر حفرة لأحيه وقع فيها".
وفي أمثال العامة: "من ظلم لا بد يظلم".
ويرى صالح بن عبد الله بن مغفل أن من ظلم سيبتلى بظالم فيقول:
وما منْ يَدٍ إلا يَدُ اللهِ فوقَها ... ولا ظالم إلا سيبلى بظالم
دعوة المظلوم لا ترد
دعاء المظلوم يستجيب له الله, فلا تظلم عباد الله حتى لا تعرض نفسك لدعاء المظلومين، فينتقم منك الجبار القوي القهار العظيم، ويرحم الله الإمام علي رضي الله عنه حيث يقول: [1] - الميداني ج1ص447.
(2) - هذا البيت ينسب لزهير بن أبي سلمى. [3] - سورة الحج الآية (60) . [4] - العقد الفريد ج3ص87.
اسم الکتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال المؤلف : حسين بن محمد المهدي الجزء : 1 صفحة : 637