responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال المؤلف : حسين بن محمد المهدي    الجزء : 1  صفحة : 594
الذي وسعه ما يصدر من عباده من الذنوب، سيما إذا أتوا بما يسبب العفو عنهم من الاستغفار والتوبة والإيمان والأعمال الصالحة، فهو كما قال جل شأنه: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [1] ، وفي سورة الحج يقول جل شأنه: {إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} [2] ، وجاء في الحديث النبوي الشريف أن عائشة رضي الله عنها قالت: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي) [3] .
قال أبو سليمان: العفو: وزنه فعول من العفو وهو بناء المبالغة، والعفو الصفح عن الذنب وقيل: إن العفو مأخوذ من عفت الريح الأثر إذا درسته، فكأن العافي عن الذنب يمحوه بصفحه عنه [4] ، ويجوز إجراؤه على المخلوق, وفي التنزيل: {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} [5] ، وقيل العفو: هو الذي لم يزل ولا يزال بالعفو معروفاً، وبالغفران والصفح عن عباده موصوفاً، كل واحد مضطر إلى عفوه ومغفرته، كما هو مضطر إلى رحمته وكرمه، وقد وعد بالمغفرة والعفو لمن أتى بأسبابها [6] .

[1] - سورة الشورى (25) .
[2] - سورة الحج (60) .
[3] - سنن الترمذي حديث (3513) .
[4] - البيهقي في الأسماء والصفات ص (75) الجامع لأسماء الله الحسنى ص (203) .
[5] - سورة آل عمران (134) .
[6] - الاسماء والصفات ص75.
اسم الکتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال المؤلف : حسين بن محمد المهدي    الجزء : 1  صفحة : 594
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست