اسم الکتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال المؤلف : حسين بن محمد المهدي الجزء : 1 صفحة : 481
الحسد ذميم فلا تتخلق به
جاء في أدب الجاحظ في ذم الحسد والحاسد: "الحسد أبقاك الله داء ينهك الجسد, علاجه عسير, وصاحبه ضجر, وهو باب غامض, وما ظهر منه فلا يداوى, وما بطن منه فمداويه في عناء, ولذلك قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (دب إليكم داء الأمم من قبلكم: الحسد والبغضاء) [1] , والحسد عقيدة الكفر, وحليف الباطل, وضد الحق, منه تتولد العداوة, وهو سبب كل قطيعة, ومفرق كل جماعة, وقاطع كل رحم من الأقرباء, ومحدث التفرق بين القرناء, وملقح الشر بين الخلفاء". (2)
ولابن سعيد المغربي:
ولا تجادل أبداً حاسداً ... فإنه أدعى إلى هيبتك
وامشي الهوينى مظهراً عفةً ... وابغ رضا الأعين عن هيبتك
أفش التحيات إلى أهلها ... ونبه الناس إلى رتبتك
ولأبي حسن التهامي:
إِنّي لأَرحَم حاسِديَّ لِحَرِ ما ... ضَمَّت صُدورُهُم مِنَ الأَوغارِ
نَظَروا صَنيعَ اللَهِ بي فَعُيونُهُم ... في جَنَّةٍ وَقُلوبهم في نارِ
أما الطغرائي فهو يحذر من عداوة الحاسد فيقول:
جاملْ عدوَّكَ ما استطعتَ فإنهُ ... بالرِفْقِ يُطْمَعُ في صلاح الفاسدِ
واحذرْ حسودَك ما استطعتَ فإنه ... إن نِمْتَ عنه فليسَ عنك براقدِ
إن الحسودَ وإن أراكَ توَدُّداً ... منه أضرُّ من العدوِّ الحاقدِ [1] - أخرجه الترمذي في سننه حديث (2510) .
(2) - مجلة المنار نقلا عن رسالة الحاسد والمحسود للجاحظ ج1ص574.
اسم الکتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال المؤلف : حسين بن محمد المهدي الجزء : 1 صفحة : 481