responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال المؤلف : حسين بن محمد المهدي    الجزء : 1  صفحة : 480
الحاسد لا يرد قدر الرازق.
في الأمثال السائرة: "ماذا يصنع الحاسد مع الرازق" أي أن الحسد لا يرد قدر الرازق وهو الله سبحانه وتعالى, فليس له إلا الحسد وعناؤه.
وفي مجمع الأمثال للميداني: "ليس للحاسد إلا ما حسد" أي لا يحصل على شيء إلا على الحسد فقط و (ما) مع الفعل مصدر كأنه قيل: ليس للحاسد إلا حسده. (1)
فالحاسد يستحق الرثاء على نفسه والشفقة عليه مما ألم به, والأحرى بالمحسودين أن يعفوا عن الحاسدين, كما أمر بذلك رب العالمين حيث يقول: {فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ} [2] .
وقال معن بن زائدة:
إِنّي حُسِدتُ فَزادَ اللَهُ في حَسَدي ... لا عاشَ مَن عاشَ يَوماً غَيرَ مَحسودِ
ما يُحسَدُ المَرءُ إِلاَّ مِن فَضائِلِهِ ... بِالعِلمِ وَالظَرفِ أَو بِالبَأسِ وَالجودِ (3)

وفي امثال العرب الحسد داء الجسد, والحسد داء لايبرء, والحسد داعية النكد, والحسد مطية التعب, وقيل الحسود فقير وعند الله حقير, والحسود لايسود, وقيل لاراحة لحسود, وصحة الجسد من قلة الحسد, وفي الذكر الحكيم {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَآءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْءَاتَيْنَآءَالَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} [4] , {سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا} [5] ,

(1) - مجمع الأمثال ص201.
[2] - سورة البقرة الآية (109) .
(3) - انظر: أمالي المرتضى ج1ص415, وزهر الأدب لأبي اسحاق القيرواني ج1ص203, والموسوعة الشعرية ص181.
[4] - سورة النساء الآية (54) .
[5] - سورة الفتح الآية (15) .
اسم الکتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال المؤلف : حسين بن محمد المهدي    الجزء : 1  صفحة : 480
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست