responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال المؤلف : حسين بن محمد المهدي    الجزء : 1  صفحة : 397
الكِبر
الكِبر خلق ذميم, وسلوك مشين, يوصل إلى الجحيم, ألا ترى أن في سلوك المتكبرين خراب الدنيا والدين, فهو رذيلة اجتماعية تؤدي إلى الفرقة, وتقضي على المودة, وتقع بين الأفراد والجماعات فتقضي على التعاون والمحبة, والكبرياء لا يقتصر على صرف محبة الناس عن بعضهم البعض, وإنما يجعل الإصلاح الأدبي عسيرا, فالمتكبر يتعامى عن نقائصه وعيوبه؛ لأنه يضع لنفسه قدراً فوق قدره, ويصم أذنيه عن سماع كل حديث ينفع عدى حديث يختص بمدحه, وينمق في عينه التملق من مادحيه, فهو يأبى أن يسمع النصيحة من غيره؛ فيكون ذلك حائلاً بينه وبين الاستفادة من علماء عصره, وأهل مصره, أو الاقتباس من فضيلة غيره, فينزل إلى هوة من الجهل والظلام, ولهذا كان من سنة الله في خلقه أن صرف قلوب المتكبرين عن سماع آياته فقال جل شأنه: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ} [1] , فالمتكبر ينتظر من الناس أن يتلقوا كل كلمة يقولها بالقبول والتصديق المطلق, وإن أحس منهم شكاً فيما يقول رغى وزبد وأبرق وأرعد, أما لو سمع من يكذِّبه فلا تستبعد أن يصنع ما لا يحمد, ولذلك فإن الكِبر تبغضه الكرام, وينهى عنه الكريم المنان, وقد جاء في شعر فتيان الشاغوري:

[1] - سورة الأعراف الآية (146) .
اسم الکتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال المؤلف : حسين بن محمد المهدي    الجزء : 1  صفحة : 397
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست