responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال المؤلف : حسين بن محمد المهدي    الجزء : 1  صفحة : 173
ذكر الله في جوف الليل
إن الذكر في جوف الليل يقوي إيمان الإنسان ويعلي شأنه, فمن جد وجد, وقد جاء في الحديث النبوي: (أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنْ الْعَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ) [1] , ويرحم الله القائل:
يا رجال الليل جدوا ... رب داع لا يردُ
ما يقوم الليل إلا ... من له عزم وجدُ
ليس شيء كصلاة ... الليل للقبر يعدُ

ولأبي العتاهية:
اِذكُر مَعادَكَ أَفضَلَ الذِكرِ ... لا تَنسَ يَومَ صَبيحَةِ الحَشرِ

ذكر الله شرف ونعمة
إن في ذكر الله سبحانه وتعالى شرف كبير, وخير وفير, وأمان من عذاب الله العلي الكبير, فالذِكر لله سبحانه وتعالى مظهر لمعرفة الإنسان ربه والثناء عليه، وبه يتقرب إلى الله, وبه يطلب رحمته وعفوه وفضله وإحسانه، قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} [2] , فالذي أمد الإنسان بمال وبنين والذي خلق الإنسان وأوجده والمتصرف في الكون كيف يشاء يأمر الإنسان بذكره كي يذكره ويعطيه ويتفضل عليه ويعافيه قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً* هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} [3] , وقد بين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن الذكر يحط عن الذاكرين أثقالهم من الذنوب، ويكون لهم بذلك الأجر الكبير، وقد أخبر الله سبحانه وتعالى بذلك حيث قال: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} [4] .

الدعاء يقوي الإيمان
الدعاء بأسماء الله الحسنى مخ العبادة, وبه تنال الحسنى وزيادة, وفي الذكر الحكيم: {وَلِلّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [5] , فلا يثنى على الحق سبحانه وتعالى إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا, ولا يسأل إلا بها, فهي أجل ما ينطق به اللسان, وأفضل ما يتجمل به من الكلام, وأنفع ما يفزع إليه الإنسان على الدوام؛ ففي دعائه بأسمائه وصفاته توحيد لله في صفاته وأسمائه وتذلل وتضرع واعتراف بأنه الضار النافع المعطي المانع.

[1] - أخرجه الترمذي في سننه باب في دعاء الضيف حديث (3503) .
[2] - سورة البقرة الآية (152) .
[3] - سورة الأحزاب الآيات (41-43) .
[4] - سورة الأحزاب الآية (35) .
[5] - سورة الأعراف الآية (180) .
اسم الکتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال المؤلف : حسين بن محمد المهدي    الجزء : 1  صفحة : 173
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست