responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال المؤلف : حسين بن محمد المهدي    الجزء : 1  صفحة : 149
ولا يمنعنك الطير مما أردته...........فقد خط في الألواح ما كنت لاقيا (1)
وقال آخر:
طيرة الدهر لا ترد قضاءً ... فعذر الدهر لا تشبه بلوم (2)
وقوله: "طيرة الدهر" مصدر طيّر يتطيّر طيرة, والطيرة: اسم مصدر من تطيّر طيرة كما يقال: تخيّر خيرة, ولم يجئ في المصادر على هذه الزنة غيرهما, وأصله: التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء وغيرهما, وكان التطير يصدّ المتطير عن مقاصده فنفاه الشارع وأبطله وأخبر بأنه لا تأثير له في جلب نفع أو دفع ضر, وقد قال بعض العلماء: الطيرة من الشرك المنافي لكمال التوحيد الواجب, وهي من القاء الشيطان وتخويفه ووسوسته, وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ وَلاَ هَامَةَ وَلاَ صَفَرَ) رواه البخاري [3] , وزاد مسلم: (وَلاَ نَوْءَ وَلاَ غُولَ) [4] , وفي حديث ابن مسعود: (الطِّيَرَةُ شِرْكٌ الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ثَلاثًا وَمَا مِنَّا إِلاَّ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ) رواه أبو داود والترمذي وصححه وجعل آخره من قول بن مسعود [5] , ولأحمد من حديث الفضل بن العباس رضي الله عنه: (إِنَّمَا الطِّيَرَةُ مَا أَمْضَاكَ أَوْ رَدَّكَ) [6] , وقال ضابئ بن الحارث [7] :
وَما عاجِلاتُ الطَيرِ تُدني مِنَ الفَتى ... رَشاداً وَلا عَن رَيثِهِنَّ يَخيبُ
وَرُبَّ أُمورٍ لا تَضيرُكَ ضَيرَةً ... وَلِلقَلبِ مِن مَخشاتِهِنَّ وَجيبُ

(1) - ورد هذا البيت في الموسوعة الشعرية ص78 , منسوباً لطرفه بن العبد, وليس في ديوانه الذي بين أيدينا.
(2) - ورد هذا البيت في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج13ص142 , والموسوعة الشعرية ص77, غير منسوب لقائل بعينه.
[3] - صحيح البخاري باب لا عدوى حديث (5329) .
[4] - صحيح مسلم باب لا عدوى ولا طيرة ولا نوء ولا غول حديث (4116) .
[5] - سنن أبي داود باب في الطيرة حديث (3411) , وسنن الترمذي باب ما جاء في الطيرة حديث (1539) .
[6] - مسند أحمد حديث (1727) .
[7] - قال عنه الحافظ ابن حجر: له إدراك وجنى جناية في خلافة عثمان رضي الله عنه فحبسه فجاء ابنه عمير بن ضابئ فأراد الفتك بعثمان ثم جبن عنه, وفي ذلك يقول:
هَمَمْتُ ولمْ أَفعلْ وكِدْتُ وليتَني ... تركْتُ على عُثْمانَ تَبْكي حَلائِلُهْ
فلما قدم الحجاج الكوفة أمر بضرب عنقة, وانظر: الاصابة ج5ص102.
اسم الکتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال المؤلف : حسين بن محمد المهدي    الجزء : 1  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست