responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشاء المؤلف : القلقشندي    الجزء : 1  صفحة : 534
ما كنت لأتخطّى المسك إلى الرّماد، ولا أمتطي الثّور دون الجواد، وإنما يتيمّم من لا يجد ماء، ويرعى الهشيم، من عدم الجميم «1» ، ويركب الصّعب من لا ذلول له؛ ولعلك إنما غرّك من علمت صبوتي إليه، وشهرت مساعفتي له من أقمار العصر، ورياحين المصر، الذين هم الكواكب علوّهمم، والرياض طيب شيم:
من تلق منهم تقل لا قيت سيّدهم فحنّ قدح ليس منها، ما أنت وهم؟ وأين تقع منهم؟ وهل أنت إلا واو عمرو فيهم؟ وكالوشيظة «2» في العظم بينهم؛ وإن كنت إنما بلغت قعر تابوتك، وتجافيت لقميصك عن بعض قوتك، وعطّرت أردانك، وجررت هميانك، واختلت في مشيتك، وحذفت فضول لحيتك، وأصلحت شاربك، ومططت حاجبك، ورقّقت خطّ عذارك، واستأنفت عقد إزارك، رجاء الاكتنان فيهم، وطمعا في الاعتداد منهم، فظننت عجزا، وأخطأت استك الحفرة «3» ؛ والله لو كساك محرّق البردين «4» ، وحلّتك مارية بالقرطين، وقلّدك عمرو الصّمصامة، وحملك الحارث على النّعامة، ما شككت فيك، ولا تكلمت بملء فيك، ولا سترت إياك، ولا كنت إلا ذاك. وهبك ساميتهم في ذروة المجد والحسب، وجاريتهم في غاية الظّرف والأدب، ألست تأوى إلى بيت قعيدته لكاع «5» ، إذ كلهم عزب خالي الذراع، وأين من أنفرد به ممن

اسم الکتاب : صبح الأعشى في صناعة الإنشاء المؤلف : القلقشندي    الجزء : 1  صفحة : 534
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست