responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 68
3- فتوح الشام:
كان لموقع شبه الجزيرة العربية وعلاقات الجوار واللغة والقرابة والدم التي ربطت بين عرب الجزيرة والقبائل الضاربة في شمالها أكبر الأثر في اتجاه المسلمين في انطلاقهم إلى بطائح العراق، وإلى مشارف الشام بعد ذلك. وهذه العلاقات قديمة وبعيدة وموغلة في التاريخ، وترجع إلى ذلك اليوم الذي بسط فيه عرب الجنوب نفوذهم على التجارة على طول شواطئ البحر المتوسط الشرقية، وعن طريق سلسلة من المحطات التجارية المنتشرة من اليمن إلى الشام. وكانت سيطرة العرب على المتاجر سببًا في خلق علاقات وثيقة بين العرب والقوى السياسية المحيطة بهم وقتئذ. فبدأ تنافس خطير حول انتزاع هذه السيادة التجارية منهم، واستبقائها فيما بينهم وبين الروم فحسب، عندما بسط هؤلاء سلطانهم على البحر المتوسط بالاستيلاء على مصر.
وكانت محاولات الروم في هذا السبيل تصاب بالفشل حتى القرن الخامس الميلادي، ولم يجدوا فرصتهم إلا في عهد الإمبراطور جوستنيان "518- 527م" عندما سيطرت فارس على الطرق التجارية البرية، مما دفعهم إلى التدخل في شئون عرب الجنوب، متذرعين بالصراع الديني، الذي نشب بين اليهودية والمسيحية في عهد ذي نواس، وأتيح لهم التدخل عن طريق أحلافهم الأحباش بعد مذبحة نجران[1]. ولكن العرب استطاعوا القضاء على النفوذ الحبشي الرومي في عهد سيف بن ذي يزن، الذي استعان بكسرى أنوشروان سنة 575م في طردهم.

[1] التيجان في ملوك حمير ص201.
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست