responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 304
فطابع الالتزام الذي طبع الشعر نتيجة لالتزامه بغايات ومبادئ يعمل في خدمتها أداة اجتماعية وفكرية طابع مستمد من الفكر الإسلامي، ومن جدية الظروف التي صدر فيها وسموها. وطابع القصر والإيجاز الذي اتسمت به قصائد شعر الفتح مستمد من ظروف القلق والاضطراب والحركة في الميادين، ومن روح الإسلام التي تكره الثرثرة والتفيقه، ومن الموروثات القديمة التي قررها الذوق العربي من قديم، في كراهة الإسهاب والإطالة، وإعجابه بالإيجاز البليغ.
أما العفوية التي وسمت شعر الفتح نتيجة لظروف القتال، وتعبير المجاهدين عن أنفسهم تعبيرًا قريبًا من التنفيس الشافي لأرواحهم من مخزون الطاقات النفسية، وتطهيرها في سرعة وحرارة، ودون تعمل أو تمهل تستمد أيضًا من روح الإسلام، التي تكره التقعر والالتواء، وتتنكب التعمل وتقصد إلى السماحة والطبع والصدق.

2- ثمار البحث:
ولست أزعم أني قد أتيت بجديد خارق في هذا البحث. وكل ما في الأمر أنه تأتَّى لي أن أنعم النظر في هذا الشعر فوجدته يستطيع النهوض أمام الشعر العربي الذي نعرف في كل العصور الأدبية، وأنه يمكنه أن يكون مرآة لهذه الفترة الجليلة من تاريخ الإسلام والمسلمين.
إذ يستطيع أن يعين الباحثين في تاريخ الفتوح الإسلامية إعانة ملحوظة، في تصحيحه لحوادث التاريخ التي سجلها. كما يعين الباحثين في المجتمع الإسلامي في هذه الحقبة على الكشف عن النظم الاجتماعية والإدارية، والعلاقات الاجتماعية بين المسلمين، وبينهم وبين حكامهم وأمرائهم، كما يصور الانطباعات النفسية للفاتحين، وصدى هذه الأحداث على نفوسهم.
ويستطيع شعر الفتح فضلًا عن ذلك أن يكشف بطريق إيجابي أو سلبي عن غزارة الإنتاج الشعري في بيئات إسلامية بعينها، وقلته في بيئات أخرى، تدفع الباحث إلى تعقب مواكب الفاتحين إلى هذه البيئات؛ ليحقق هذه الحقائق التي صار لها في دراستنا الأدبية وزن ملحوظ؛ ليصدر مثل هذه الأحكام مطمئنًا إلى صحتها، بعد التحقق من تصنيف الفاتحين في هجرتهم إلى هذه البيئات.

اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 304
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست