responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 258
ما وعد الله من الجنة والأجر العظيم، لا طلبة لهم إلا الموت أو النصر، ولا غاية بعد هذين من جاه أو ثروة، وما زالت أبيات عروة ترن في أسماعنا إذ يقول:
فلا ثروة الدنيا نريد اكتسابها ... ألا إنها عن وفرها قد تجلت
وماذا أرجى من كنوز جمعتها ... وهذي المنايا شرعًا قد أطلت
وأصبح همي في الجهاد ونيتي ... فلله نفسي أدبرت وتولت1
وهم لا يستشعرون أدنى ضجر أو ضيق بإزاء ما يلقون من مشاق الجهاد، ومن المنايا التي تحدث بهم من كل جانب، وإنما هم يحمدون هذه المشاق التي ساقتهم إليها عقيدتهم، ويشكرون الله عز وجل أن هداهم للإيمان، ويسألونه أن يوفقهم في طاعته. يقول في ذلك عروة بن زيد الخيل:
صبرت لأهل القادسية معلما ... ومثلي إذا لم يصبر القرن أصبر
فطاعنتهم بالرمح حتى تبددوا ... وضاربتهم بالسيف حتى تكركروا
بذلك أوصاني أبي وأبو أبي ... كذلك أوصاه فلست أقصر
حمدت إلهي إذ هداني لدينه ... فلله أسعى ما حييت وأشكر2
ورائعة هذه الأهازيج التي كان يلقى بها المجاهدون وهم يلقون أعداء الله، ويعلنون فيها أنهم لا يبغون إلا الشهادة أو النصر، كما جاء على ألسنة أبناء الخنساء يوم القادسية، حينما ألقوا بأنفسهم إلى الموت واحدًا إثر الآخر، وأجمعوا على هذا المعنى في نهاية أراجيزهم، فقال الأول:
وأنتم بين حياة صالحة ... أو ميتة تورث غنما رابحة3
وقال الثاني:
إما لفوز بارد على الكبد ... أو ميتة تورثكم عز الأبد
في جنة الفردوس والعيش الرغد4
...

1، 2 الأخبار الطوال ص148.
3، 4 الاستيعاب ص745.
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 258
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست