responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 246
وأسهم الرجز بنصيب في تصوير هذه الألوان الجديدة في الشعر، وإن كان ضئيلًا، ولكنه يعبر عن هؤلاء الشعراء الذين اتخذوه سبيلًا إلى التعبير. ورأينا أن نغمات الرجز لا تصلح لحمل مشاعر الحنين، التي تفترق أوتارها في رقتها وحزنها عن أوتاره في عنفوانها ودويها إلا أنه صور انطباع الشعراء وتأثرهم ببعض المشاهد الغريبة في البيئات الجديدة كما صورها الشعر.
وكان الفيل أكثر هذه المشاهد لفتًا للرجاز، فذكروه في أرجازهم ووصفوه، وهذا أحدهم يصفه لنا وصفًا دقيقًا، حتى لكأننا نراه أمامنا فيقول:
أجرد أعلى الجسم منه أضخم ... يجر أرحاء ثقالًا تحطم
ما تحتها من قرضها وتهشم ... وحنك حين يمد أفقم
ومشفر حين يمد سرطم ... يرده في الجوف حين يطعم
وكان عندي سبب أو سلم ... نجيت نفسي جاهدًا لا أظلم1
وهذا آخر يصفه فيشبه آذانه بالمناديل فيقول:
من يركب الفيل فهذا الفيل ... إن الذي يركبه محمول
على تهاويل لها تهويل ... كالطود إلا أنه يجول
وأذنه كأنها منديل2
وسجل الرجز ما حدث عام الطاعون، والحرج الذي عاناه المسلمون في النزوح إلى الأماكن الموبوءة أو الخروج منها، وما شاع بين الناس آنذاك من استسلام لقضاء الله، فإنما يفر من فر من قضاء الله إلى قضاء الله، وحاول بعض الناس الفرار منه خوفًا وفزعًا، فأهاب بهم البعض أن يذعنوا للقضاء. فيروى أن رجلًا خرج على حمار فارًّا من الطاعون، فإذا بمن يحدو به يقول:

1 الحيوان ج7، ص172.
2 نفس المرجع.
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 246
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست