responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 203
وأخذت ثقة أبي بكر تزداد به وتعظم، وعندما استمده خالد بن الوليد عند منصرفه إلى العراق أمده به، فقيل له: أتمده رجلًا انفض عنه جنده برجل؟ فأجاب أبو بكر: "لا يهزم جيش فيه مثل القعقاع"[1].
وقد أيدت الحوادث ثقة أبي بكر، فلم يهزم جيش كان فيه القعقاع خلال الفتوح في العراق والشام، فقد كان صمام أمن المسلمين في كل معركة اشترك فيها، وإن لم يكن قائدها؛ إذ يكون المسلمون أقرب ما يكونون إلى الهزيمة فإذا به يلوح في الأزمات فيبدل هزيمتهم نصرًا مؤزرًا، مثله مثل السهم الأخير في الْجَعْبَة، وقد صدق حين قال عن نفسه في هذا المعنى:
يدعون قعقاعًا لكل كريهة ... فيجيب قعقاع دعاء الهاتف2

[1] الإصابة ج5/ 244.
2 الإصابة ج5/ 245.
2- القعقاع فارس الفتوح:
رافق القعقاع خالد بن الوليد في فتح العراق إلى أن فصل معه إلى الشام، ثم كان على مقدمة هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، الذي قاد جيش العراق وعاد به إلى القادسية. وغزا بعد ذلك مع سعد بن أبي وقاص، والنعمان بن مقرن في نهاوند. ولا نسمع عنه شيئًا بعد هذا في الفتوح.
وقد أبلى القعقاع بلاء رائعًا في المعارك التي اشترك فيها، ويكاد بلاؤه يصور ملحمة رائعة، تضعه في زمرة الفاتحين المعدودين في تاريخ الحروب قاطبة، وأكاد أتصوره فتى قويًّا ليس بضخم الجثة، بل أميل إلى النحول. عيناه واسعتان تبرقان بذكاء حاد، عريض الجبهة، كثيف الحاجبين، يرتسم على وجهه ما يعبر عن القسوة والصرامة، مقطب الجبين، مفكرًا مطرقًا في أغلب أوقاته، يتبع قائده المظفر خالد بن الوليد، ويتابعه ويتأثر به، حتى ليكتسب منه صفات الجرأة والمبادرة، وكثيرًا من خدع الحرب.
وفي أول التقاء بين خالد والفرس -بقيادة هرمز عند الحفير- يفقد خالد حكته أمام تحدي القائد الفارسي له، عندما دعاه للنزال فيرمي إليه بنفسه، وبينما هما يختلفان ضربتين احتضنه خالد يريد قتله، فإذا بأهل فارس يغتنمونها فيشدون يريدون قتل خالد وإنقاذ
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست