responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 194
أمرتك يوم ذي صنعا أمرًا بينا رشده
فعال الخير تأتيه فتفعله وتتعده
فكنت كذي الحمير غره من عيره وتده
ولو أبصرت والبصر المبين قل من يجده
إذًا لعلمت أن أباك ليث فوقه لبده1
وواضح أن القصيدة لا علاقة لها بإسلامه، فهي جاهلية، وتتحدث عن هذا الموقف الذي وقفه منه ولده، وواضح أيضًا أن قوله: "فعال الخير" أنسب للسياق عن الرواية التي يقول فيها: "اتقاء الله"، فإن عمرًا أبعد إنسان عن هذا القول. وهو يشير إلى أن الحديث موجه إلى ابنه في غير موضع في الأبيات، حينما يقول: إن شمائله هي شمائل جد ابنه، وهكذا أشبه والدًا ولده. وعندما يقول له في نهاية القصيدة: إذًا لعلمت أن أباك.
وهذا الخلط بين شعره الجاهلي والإسلامي منه نجد له أمثلة كثيرة في شعره، ولكن أهم هذه القصائد ما يختلط من شعره الجاهلي بشعره في الفتوح خاصة.
إذ يُروى أن نونيته المطولة صدرت عنه في الفتوح، ويصف فيها بلاءه في القادسية ونهاوند، والقصيدة تجري على هذا النمط:
لمن الديار بروضة السلان ... فالرقمتين فجانب الصمان
لعبت بها هوج الرياح وبدلت ... بعد الأنيس مكانس الثيوان
فكأن ما أبقين من آياتها ... رقم ينمق بالأكف يماني
دار لعمرة إذ تريك مفلجا ... عذب المذاقة واضح الألوان
خضرًا يشبه ورده وبياضه ... بالثلج أو بمنور القحوان
وكأن طعم مدامة جبلية ... بالمسك والكافور والريحان
والشهد شيب بماء ورد بارد ... منها على المتنفس الوهنان
وأغر مصقولًا وعيني جؤذر ... ومقلدًا كمقلد الأدمان
سنت عليه قلائدا منظومة ... بالشذر والياقوت والمرجان

1 ذيل الأمالي ج1، ص151.
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 194
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست