responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 183
ويفسر هذا التعقل الذي صار لعمرو تسامحه وميله للمسالمة، وإيثاره للخير، فقد قتل أخوه عبد الله فآثر أن تدفع إليه ديته، ولكن أخته اعترضت وقالت في ذلك شعرًا تعيره فيه، وتعرض به:
فإن أنتم لم تثأروا بأخيكم ... فمشوا بآذان النعام المصلم
ودع عنك عمرًا إن عمرًا مسالم ... وهل بطن عمرو غير شبر لمطعم1
وهذه المسألة ليست من قبيل الجبن في طبيعة عمرو بالذات، وإنما هي نتيجة لرزانة حكيمة وتعقل، وبسبب من هذا التعقل وذلك الذكاء حث عمرو ابن أخته قيس بن مكشوح المرادي على أن ينطلق معه ليريا أمر محمد، حينما انتهى إليهما، ولما عصاه قيس ركب هو في وفد من زبيد، وانطلقوا إلى المدينة بعد أن قال في مخالفة قيس شعرًا يلومه فيه.
وكان لقاؤه للنبي صلى الله عليه وسلم سنة تسع للهجرة على أرجح الأقوال[2]، ثم ما نلبث حتى نسمع بارتداده ومتابعته للأسود العنسي، ويقول في هجاء فروة بن مسيك المرادي، الذي كان على صدقات مراد:
وجدنا ملك فروة شر ملك ... حمار ساف منخره بقذر
وإنك لو رأيت أبا عمير ... ملأت يديك من غدر وختر3
ونسمع بعد ذلك بأن أبا بكر رضي الله عنه عقد لواء للمهاجر بن أمية المخزومي، لقتال جنود العنسي، ولقتال عمرو بن معديكرب، وقيس بن مكشوح المرادي، ورجالهما. وبدافع من الطمع انضم للأسود العنسي، فلما قتل لم تهدأ ثورة أنصاره، بل جعل فرسانهم يجوبون البلاد فيما بين نجران وصنعاء، لا يأوون إلى أحد، ولا يأوي إليهم أحد. وانتهز عمرو الفرصة، فحاول اقتناص السلطان من طريق الثورة، ما دام قد فشل في ذلك بالانضمام إلى العنسي.

1 نفس المرجع.
[2] الاستيعاب ص351.
3 الأغاني "الساسي" ج14، ص26.
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 183
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست