اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي الجزء : 1 صفحة : 149
يوم لهمدان ويوم للصدف
والمنجنيق في بلى تختلف
وعمرو يرقل إرقال الشيخ الخرف1
وتذهب بعض الروايات الأخرى إلى أنه قالها في معركة صفين[2]، ولكننا لا نستطيع أن نعتقد أن عمرًا قال هذه الأبيات، ونحن لا ننكر أن لعمرو شعرًا كثيرًا روته كتب التاريخ، على عادة الرواة الذين لا يكادون يتركون واحدًا من الصحابة من غير أن يرووا له شعرًا. والذي يمنعنا من الاعتقاد في صحة نسبة هذه الأبيات إلى عمرو واضح في الأبيات نفسها، فليس عمرو بن العاص باعتداده بنفسه وشموخه واعتزازه هو الذي يقول عن نفسه هذا القول، ويصف نفسه بهذا الوصف.
ولا نجد أثرًا لمغامرات المسلمين في بلاد النوبة واستعصائها عليهم في الشعر، فلم يهتج شاعر مثلًا لوصف ما جرى من معارك عنيفة، ذهبت فيها رماح القوم بأحداق المسلمين.
وفي إفريقية التي فتحها عبد الله بن سعد بن أبي سرح، والتقى فيها بجرجير في معركة عنيفة، وأصاب المسلمون فيها غنائم وفيرة لا نجد ما يصور هذه الأحداث، إلا أبياتًا لأبي ذؤيب الهذلي، يمدح فيها عبد الله بن الزبير الذي اغتنم فرصة قتل فيها جرجير. ويبدأ أبو ذؤيب أبياته بالنسيب وينتقل منه إلى وصف السحاب، ثم يعود إلى النسيب فيخلطه بمدح ابن الزبير ويشير إلى رحلتهما معًا فيقول:
وصاحب صدق كسيد الضرا ... ء ينهض في الغزو نهضًا نجيخا
وشيك الفضول بطيء القفو ... ل إلا مشاحًا به أو مشيحا
يريع الغزاة وما إن يريـ ... ـع مضطمرا طرتاه طليحا
كسيف المرادي لا ناكلا ... جبانا ولا جيدريا قبيحا
1 ابن عبد الحكم ص162. [2] وقعة صفين ص463.
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي الجزء : 1 صفحة : 149