responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 145
وكذلك سجل الشعر بعض الحوادث العامة في تاريخ الفتح الإسلامي، كأمر ابن الخطاب بطبخ الأنبذة حتى يذهب ثلثاها، حينما بلغه وقوع بعض الجند في الخمر. وقد روى بعض المؤرخين ارتباط ذلك بما ابتلي به المسلمون من الطاعون، فقال ذو الكلاع في رثاء الخمر:
ألم ترَ أن الدهر يعثر بالفتى ... وليس على صرف المنون بقادر
صبرت ولم أجزع وقد مات إخوتي ... ولست على الصهباء يومًا بصابر
رماها أمير المؤمنين بحتفها ... فخلانها يبكون حول المعاصر1
وهكذا يعطينا الشعر في الشام صورة باهتة وناقصة لحوادث الفتح ولمشاعر الفاتحين، ولكنها تبدو أكثر إشراقًا أمام الصورة التي يعطيها لنا الشعر في فتوح مصر وإفريقية.

1 الإصابة ج2، ص183.
3- الشعر في مصر وإفريقية:
كنا قد التمسنا العذر لميدان الشام في قلة المحصول الشعري للفتوح؛ لأن الفاتحين لم يتخذوا بها مساكن ولم يختطوا فيها خططًا، وبأن آماد الفتح وأبعاده لم تيسر لهم الانطلاقة الطويلة التي يسرها امتداد الفتح في آماد الأرض المنفسحة في خراسان.
فما العذر الذي يمكن أن نتذرع به أمام ندرة المحصول الشعري للفتوح في مصر، وقد اختط العرب خططًا، وأقاموا بها يحاربون الروم، ويقضون على فتنهم وغدرهم قرابة ثماني سنوات، بينما كانت آماد الفتح ليست ذات حدود في الانطلاق عبر إفريقية والسودان انطلاقة واسعة؟
إن القبائل التي شكلت جند الشام وأمداده هي نفس القبائل التي فتحت مصر واستقرت فيها من بعد الفتح، وإذا كنا لاحظنا أن قوات من العرب النزاريين قد حاربت في الشام فترة تحت إمرة خالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان فتركت آثارًا لها في شعر الفتوح هي تقريبًا كل ما لدينا من هذا الشعر فإننا نلاحظ هنا هجرة قبائل معينة، اشتهرت بالشعر، وأقامت بمصر إقامة دائمة، وأشهر هذه القبائل: قبيلة هذيل، وبرغم
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 145
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست