اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 95
هذه عادة العرب يخاطبون الوحوش والسباع لأنهم يساكنونها في البرية يقول لأسود هذا المكان هل يكون من جاورك مكرما عزيزا فتسكن نفسي إلى جوارك أم يكون مخذولا مهانا
ورائي وقدامي عداة كثيرة ... أحاذر من لص ومنك ومنهم
أي إنما اطلب جوارك لآمن هؤلاء الذين أخافهم واحذرهم
فهل لك في حلفي على ما أريده ... فإني بأسباب المعيشة أعلم
يقول هل لك رغبة في عهدي وعقدي ما أريده من الجوار فإني اعلم من بأسباب المعيشة وهذا كالترغيب لها في جواره والحلف اسم من المحالفة وهو المعاقدة
إذا لأتاك الرزق من كل وجهةٍ ... وأثريت مما تغنمين وأغنم
يعني أن رغبت في جواري أقبل إليك الخير والرزق وكثر عندك المال مما تغنمينه من الصيد وأكسبه من المال والغنيمة وقال يمدح عبد الرحمن بن المبارك الأنطاكي
صلة الهجر لي وهجر الوصال ... نكساني في السقم نكس الهلال
يقول وصل الهجر بفراق الحبيب وهجر وصله أعاداني إلى السقم كما يعاد الهلال إلى المحاق بعد تمامه ويقال نكس المريض ينكس نكسا إذا أعيد إلى المرض بعد البرء والنكس الأسم
فغدا الجسم ناقصاً والذي ين ... قص منه يزيد في بلبالي
البلبل الهم والحزن يقول ما ينقص من الجسم يزيد مثله في الحزن فمقدار زيادة الحزن بمقدار نقصان الجسم
قف على الدمنتين بالدو من ر ... يا كخالٍ في وجنةٍ جنب خال
الدمنة ما أسود من آثار الدار والدو الصحراء الواسعة وقوله من ريا أي من دمن ريا كما قال، أمن أم أوفى دمنة لم تكلم، وريا اسم امرأة شبه دمنتيها بخالين في خد
بطلول كأنهن نجوم ... في عراصٍ كأنهن ليالي
يقول قف بطلول لائحات كالنجوم في عراص دراسة والمعنى أن الطلول تلوح في العراص كما تلوح النجوم في الليالي
ونؤي كأنهن عليه ... ن خدام خرس بسوق خدال
نؤى جمع نؤى وهنو نهير يحفر حول البيت يقيه ماء المطر إن يدخله وأصله نؤوي من باب حقو وحقي ودلو ودلي الخدال الغلاظ السمان جمع خدلة شبهها في استدارتها بالخلاخيل على الأسوق الغليظة وإذا غلظت الساق لم يتحرك فيها الخلخال فلم يسمع له صوت وهذا اخبار أن النؤى لم تندفن في التراب وإن ما أحدقت به ملأها كما تملأ كل الساق الخدلة الخدمة وهذا من قول أبي تمام، أثافٍ كالخدود لطمن حزنا، ونؤيٍ مثل ما انقصم السوار، فنقل اللفظ من السوار إلى الخدام وأصله من قول الأول، نؤي كما نقص الهلال محاقه، أو مثل ما قصم السوار المعصم،
لا تلمني فإنني أعشق العش ... اق فيها يا أعذل العذال
أي لا تلمني فيها أي في هواها
ما تريد النوى من الحية الذ ... واق حر الفلا وبرد الظلال
عنى بالحية نفسه يريد أنه كثير السفر قد تعود بحر الفلوات بالنهار وببرد الليل والليل ظل كله وهذا شكاية من الفراق وإنه مبتلي به
فهو امضى في الروع من ملك المو ... ت وأسرى في ظلمة من خيال
شبه نفسه بملك الموت لأنه يخوض غمار الحروب لأخذ الأرواح من غير خوف والخيال يوصف بالسري
ولحتفٍ في العز يدنو محب ... ولعمر يطول في الذل قالي
يقول هو محب للحتف في العز وإن دنا منه وقرب ومبغض للعمر في الذل وإن طال ذلك العمر يعني أن الموت في العز أحب إليه من الحياة في الذل
نحن ركب ملجن في زي ناس ... فوق طير لها شخوص الجمال
أراد من الجن فحذف النون لسكونها وسكون اللام من الجن وهذا كما قالوا بلعنبر في بنى العنبر وبلقين في بنى القين والبيت من قول أبي تمام، في فتية إن سروا فجنٌّ، أو يمموا شقة فطير،
من بنات الجديل تمشي بنا في ال ... بيد مشي الأيام في الاجل
الجديل فحل كريم تنسب إليه الإبل أنها تقطع المفاوز قطع الأيام الآجال حتى تفنيها
كل هوجاء للدياميم فيها ... أثر النار في سليط الذبال
الهوجاء الناقة التي لا تستوي في سيرها لنشاطها وخفتها كالريح الهوجاء ولا يوصف به الذكر والسليط الزيت يقول كل ناقة أثرت فيها الدياميم تأثير النار في دهن الفتيلة
عامداتٍ للبر والبحر والضر ... غامة ابن المبارك المفضال
من يزره يزر سليمان في المل ... ك جلالاً ويوسفاً في الجمال
وربيعا يضاحك الغيث فيه ... زهر الشكر من رياض المعالي
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 95