اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 94
يقال رجل لبق ولبيق وهو الخفيف والهبرزي السيد الكريم ومنه قول جرير، فقد ولي الخلافة هبرزي، ألف العيص ليس من النواحي، والمصقع الخطيب البليغ
نفس لها خلق الزمان لأنه ... مفنى النفوس مفرق ما جمعا
ويد لها كرم الغمام لأنه ... يسقى النفوس العمارة والمكان البلقعا
أي أنه يعطى كل أحد كما أن الغمام يسقى كل موضع والبلقع المكان الخالي الذي لا عمارة فيه وروى الخوارزمي بفتح العين وقال يعني القبيلة كأنه يسقى المكان الذي به الناس والخالي
أبدا يصدع شعب وفرٍ وافرٍ ... ويلم شعب مكارمٍ متصدعا
أي أبدا يفرق جميع المال بالعطاء ويجمع مفرق المكارم وقد جمع في هذا البيت بين التطبيق والتجنيس
يهتز للجدوى اهتزاز مهندٍ ... يوم الرجاء هززته يوم الوعا
الوعا الصوت في الحرب وتقدير البيت يهتز للجدوى يوم الرجاء اهتزاز مهند يوم الوعا
يا مغنياً أمل الفقير لقاؤه ... ودعاؤه بعد الصلاة إذا دعا
أقصر فلست بمقصر جزت المدى ... وبلغت حيث النجم تحتك فاربعا
قوله فلست بمقصر يحتمل أمرين احدهما أني أعلم أنك لا تقصر وإن أمرتك بالأقصار والآخر أنك وإن أقصرت الآن لست مقصرا لتجاوزك المدى وأراد فأربعن بالنون فوقف بالألف مثل لنسفعا ويقال ربع إذا كف
وحللت من شرف الفعال مواضعا ... لم يحلل الثقلان منها موضعا
وحويت فضلهما وما طمع امرء ... فيه ولا طمع امرء أن يطمعا
نفذ القضاء بما أردت كأنه ... لك كلما أزمعت أمراً أزمعا
يقول كأن القضاء لك لأنه نافذ على أرادتك فإذا أردت شيئا أراده
وأطاعك الدهر العصي كأنه ... عبد إذا ناديت لبى مرعا
العصي العاصي فعيل بمعنى فاعل يقول الدهر الذي لا يطيع أحدا اطاعك فيما أردت منه طاعة العبد السريع الأجابة
أكلت مفاخرك المفاخر وانثنت ... عن شاوهن مطي وصفي ظلعا
يقول غلبت مفاخرك مفاخر الناس حتى أفنتها وانصرفت عن غايتها مطايا وصفي ظالعة أي لم يبلغ قولي وصف مفاخرك وهذا من قول أبي تمام، هدمت مساعيه المساعي وانثنت، خطط المكارم في عراض الفرقد
وجرين جرى الشمس في أفلاكها ... فقطعن مغربها وجزن المطلعا
يقول جرت مفاخرك في الأرض جرى الشمس في الفلك حتى جاوزت المشرق والمغرب
لو نيطت الدنيا بأخرى مثلها ... لعممتها وخشيت أن لا تقنعا
يقول لو قرنت الدنيا بدنيا أخرى وضمنت إليها لعممتها بهمتك وسعة صدرك وخفت أن لا تقنع بها لأن همتك تقتضي فوقها ومن روى عممنها بالنون عني المفاخر وكذلك وخشين
فمتى يكذب مدع لك فوق ذا ... والله يشهد أن حقاً ما أدعى
شهادة الله له بذلك ما خلق في الممدوح من علو همته وكان الوجه أن يقال أن ما أدعى حق فجعل الخبر الذي هو نكرة في موضع الأسم ونصبه بأن وجعل الأسم الموصول في محل الخبر وذلك جائز في ضرورة الشعر
ومتى يؤدي شرح حالك ناطق ... حفظ القليل النزر مما ضيعا
أي حفظ القليل من جنس ما ضيعه لأن المحفوظ لا يكون من المضيع ولكن يكون من جنسه وعنى بهذا نفسه يريد أنه إنما يحفظ القليل من أحوال مفاخره لأنها أكثر من أن يمكنه حفظها
إن كان لا يدعى الفتى إلا كذا ... رجلاً فسم الناس طرا إصبعا
يقول إن كان لا يدعي الفتى رجلا إلا إذا كان كهذا الممدوح فكلهم اصبع واحد أي إذا استحق هو أسم الرجل استحقوا أن يسموا اصبعا لأنهم بالقياس إليه كالأصبع من الرجل وروى الخوارزمي أضبعا جمع الضبع أي لأنهم كلهم بالأضافة إليك ضباع
إن كان لا يسعى لجود ماجد ... إلا كذا فالغيث أبخل من سعى
يقول إن لم يصح سعى ماجد لجود حتى يفعل مثل فعلك فالغيث أبخل الساعين لبعد ما بينك وبينه ووقوعه دونك وجعل الغيث أبخل الساعين مبالغة كما قال، الجو أضيق ما لاقاه ساطعها، البيت
قد خلف العباس غرتك ابنه ... مرأي لنا وإلى القيامة مسمعا
يقول قد خلف أبوك غرتك يا ابنه فنحن نشاهدها الآن وسيبقى ذكرها إلى يوم القيامة واجتاز بمكان يعرف بالفراديس من أرض قنسرين فسمع زئير الأسد فقال
أجارك يا اسد الفراديس مكرم ... فتسكن نفسي أم مهان فمسلم
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 94