اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 92
أي ذكره على الألسنة الذ من الخمر مزجت بالماء وأحسن من اليسر عند المعدم
وأغرب من عنقاء في الطير شكله ... وأعوز من مسترفد منه يحرم
مثله في الناس أغرب من العنقاء في الضير وأشد إعوازا وأقل وجودا من سائل منه شيئا يحرمه ولا يعطيه أي فكما أن هذين لا يوجدان كذلك نظيره ومثله
وأكثر من بعد الأيادي أياديا ... من القطر بعد القطر والوبل مثجم
سنى العطايا لو رأى نوم عينه ... من اللوم آلى أنه لا يهوم
التهويم إختلاس أدنى النوم يقول لو كان النوم الذي لابد منه للإنسان لؤما حلف أنه لا ينام
ولو قال هاتوا درهما لم أجد به ... على أحد أعيى على الناس درهم
يعني أن جميع ما في أيدي الناس من الدراهم كلها من عطايا حتى لو طلب درهما ليس من عطائه لأعجز الناس وجوده
ولو ضر مرأ قبله ما يسره ... لأثر فيه بأسه والتكرم
يقول لو كان السرور يضر أحدا لكان قد ضره بأسه وكرمه
يروي يكأ لفرصاد في كل غارة ... يتامى م الأغماد بيضا ويؤتم
يعني بدم كالفرصاد وأراد باليتامى السيوف التي تفارق أغمادها فلا ترجع إليها وهي تؤتم الأولاد من الآباء بقتل الآباء ويروي تنضي وتؤتم بالتاء
إلى اليوم ما حط الفداء سروجه ... مذ الغزو سار مسرج الخيل ملجم
قالواأنه يتولى فداء الأسارى يقول هو مشتغل بعمله ما حط الفداء سروجه أي أنه يذهب إلى الروم ويفادي الأسارى وليس في هذا مدح وإنما المعنى أنه لا يقبل الفداء وإن لا يغزو وقوله مذ الغزو والغزو مبتدأ محذوف الخبر كأنه قال مذ الغزو واقع أو كائن وقوله سار خبر مبتدأ محذوف أي هو سار يعني الممدوح وما بعد هذا من الأبيات يدل على أن المعنى في الفداء ما ذكرنا
يشق بلاد الروم والنقع أبلق ... بأسيافه والجو بالنقع أدهم
إلى الملك الطاغي فكم من كتيبة ... تساير منه حتفها وهي تعلم
يقول كم كتيبة للروم عارضته في السير وهي تعلم أنه حتفها
ومن عاتق نصراتة برزت له ... أسيلة خد عن قليل ستلطم
يريد جارية عاتقا أي شابة بكرا والنصراتة تأنيث نصران برزت للممدوح أي خرجت عن سترها لأنها سبيت فهي تلطم وتهان وإن كانت حسنة الخد
صفوفا لليث في ليوث حصونها ... متون المذاكي والتوشيج المقوم
أي برزت صفوفا لأن عاتق ههنا في معنى جماعة كما تقول كم من رجل جاءني والمذاكي الخيل المسنة
تغيب المنايا عنهم وهو غائب ... وتقدم في ساحاتهم حين يقدم
إذا غاب عنهم لم يقتلهم فلم يموتوا فلم يموتوا وإن قدم إليهم أهلكهم فلذلك يقدم الموت معه
أجدك ما ينفك علن تفكه ... عم بن سليمان ومال تقسم
نصب أجدك على المصدر كأنه قال أتجد جدك ومعناه أبجد هذا منك هذا أصله ثم صار إفتتاحا للكلام وعم ترخيم عمر وهو لحن لأن الاسم الثلاثي لا يجوز ترخيمه لأنه على أقل الأصول عددا فترخيمه أجحاف به وإنما يجيزه الكوفيون ويروي ما تنفك بالتاء على الخطاب ومالا نصبا
مكافيك من أوليت دين رسوله ... يدا لا تؤدي شكرها اليد والفم
أي أرفق بنفسك فأنك تبذلها في الغزو فإن كنت لا ترحمها فإن الناس يرحمونك
محلك مقصود وشانيك مفحم ... ومثلك مفقود ونيلك خضرم
المفحم الساكت الذي لا يقدر على النطق يقول عدوك لا ينطق فيك بالعيب لأنه لا يجد لك عيبا يعيبك به والخضرم الكثير
وزارك بي دون الملوك تحرج ... إذا عن بحر لم يجز لي التيمم
يقولتحرجيعن قصد غيرك من الملوك حملني على زيارتك تم ضرب له المثل بالبحر ولغيره بالتراب ولا يجوز استعمال التراب عند وجود الماء كما قال الطاءي، لبست سواه أقواما فكانوا، كما أغنى التيم بالصعيد،
فعش لو فدى المملوك ربا بنفسه ... من الموت لم تفقد وفي الأرض مسلم
يقول لو قبل المملوك فداء عن مالكه ما فقدت وواحد من المسلمين حيٌّ أي أنهم كلهم مملوكون لك يغدونك بأنفسهم لو قبلوا منك فداء وهم مملوكون لك وقال يمدح عبد الواحد بن العباس بن أبي الأصبع الكاتب
أركائب الأحباب إن الأدمعا ... تطس الخدرد كما تطسن اليرمعا
الركائب جمع الركوب وهي ما يركب وتطس تدق والوطس الدق واليرمع حجارة رخوة
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 92