اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 79
حف به أي أحاط به وكان حقه إن يقول حفه كما روى في الحديث حفت الجنة بالمكاره وشبه الماء في صفائه وقد احاط به سواد الجنان وخضرتها بقمر احاط به ظلم وخص النهار لأن هذا الوصف لها بالنهار دون الليل
ناعمة الجسم لا عظام لها ... لها بنات وما لها رحم
ناعمة الجسم لأنها ماء وأراد ببناتها ما فيها من حيوان الماء
يبقر عنهن بطنها أبدا ... وما تشكى وما يسيل دم
لما جعلها ناعمة الجسم وجعل لها بناتٍ كنى عن استخراج سمكها وصيجها منها بالبقر وهو شق البطن
تغنت الطير في جوانبها ... وجادت الروض حولها الديم
فهي كماويةٍ مطوقةٍ ... جرد عنها غشاءها الأدم
الماوية المرآة وجعلها مطوقة لما حولها من سواد الجنان
يشينها جريها على بلد ... تشينه الأدعياء والقزم
القزم رذال الناس وسفلهم يقول عيب هذه البحيرة إنها في بلد أهله لئام خساس
أبا الحسين استمع فمدحكم ... في الفعل قبل الكلام منتظم
يقول فعلكم يمدحكم قبل أن ينظم في الشعر أي أنه بحسنه يثني عليكم ويروى في العقل يعني أن الناس عقلوا مدحكم قبل أن يتكلموا به
وقد توالى العهاد منه لكم ... وجادت المطرة التي تسم
العهاد الأمطار والمطرة التي تسم هي الوسمي تسم الأرض بالنبات شبه مدائحه فيهم بامطار تتابعت لهم لأنها تنبت لهم انعامهم عليه والتي تسم يعني بها هذه القصيدة
أعيذكم من صروف دهركم ... فإنه في الكرام متهم
يقول الزمان متهم في الكرام مولع بإفنائهم وإهلاكهم وأنا اسأل الله تعالى أن يحفظكم وقال يمدح المغيث بن علي العجلي
دمع جرى فقضي في الربع ما وجبا ... لهله وشفى أنى ولا كربا
يعني أنه بكى في اطلال الاحبة بدمع قضى ما وجب لهم وشفاه من وجده بهم ثم رع عن ذلك فقال أنى أي كيف قضى ذلك ولا يكرب أي ولا قارب ذلك ولا داناه يعني لم يقض الحق ولا شفي الوجد وذلك إنه أكثر البكاء فغلب على ظنه أنه بلغ قضاء حقهم ثم علم بعد أنه قاصر عن ذلك فرجع عما قال
عجنا فأذهب ما أبقى الفراق لنا ... من العقول وما رد الذي ذهبا
يوقل عطفنا على هذا الربع توقفنا لنزوره فأذهب ما كان بقي لنا من العقول بتجديده ذكر الاحبة ولم يردد ما كان ذهب من عقولنا عند الفراق
سقيته عبرات ظنها مطرا ... سوائلا من جفون ظنها سحبا
دار الملم لها طيف تهددني ... ليلاً فما صدقت عيني ولا كذبا
يقول الربع الذي ذكرته دار المرأة التي زارني لها طيف أوعدني ليلا فما صدقت عيني فيما رأت لأنها أرتني ما لم يكن حقيقة لأنه كان رؤيا ولا كذب الطيف في تهدده أياي لأنه وفي وبما أوعد به من القطيعة أي هجرني خيالها
ناءيته فدني أدنيته فنأي ... جمشته فنبا قبلته فأبي
ناءيته باعدته من المناءاة وهي المباعدة وروى ابن جنى نأيته أي بعدت عنه يقال نأيت زيدا ونأيت عن زيد قال، نأتك امامة نأيا طويلا، والتجميش كالمغازلة ونبا ارتفع وجفا وأبي استصعب وامتنع يقول كلما أردت من هذا الطيف شيئا قابلني بضده
هام الفؤاد بأعرابية سكنت ... بيتا من القلب لم تمدد له طنبا
قال ابن جنى يقول ملكت قلبي بلا كلفة ومشقة فكانت كمن سكن بيتا لم يتعب باقامته ولا مد اطنابه واحسن من هذا إن يقال اتخذت بيتا من قلبي فنزلته والقلب بيت بلا اطناب ولا اوتاد
مظلومة القد في تشبيهه غصنا ... مظلومة الريق في تشبيهه ضربا
يقول هي مظلومة القد إذا شبه بالغصن لأنه أحسن منه وهي مظلومة الريق إذا شبه بالعسل لأنه أحلى منه
بيضاء تطمع فيما تحت حلتها ... وعز ذلك مطلوبا إذا طلبا
يقول لأنسها وحسن حديثها تطمع فيما تحت ثوبها فإذا طلب ذلك عز مطلوبا وبعد كما قال عبيد الله بن الحسين العلوي، يحسبن من لين الحديث دوانيا، وبهن عن رفث الرجال نفار، وانتصب مطلوبا على الحال وقال ابن جنى على التمييز اراد من مطلوب
كأنها الشمس يعيى كف قابضه ... شعاعها ويراه الطرف مقتربا
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 79