responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 68
يعني أنه في هؤلاء كاليمين من الجسد وفي هؤلاء كالراس والعرنين أي أنه رئيسهم وبه عزهم والعنين يجعل مثلا في العز وكذلك الأنف وجعله كالبدر في بني فهم الذين هم كالنجوم

إذا بيت الأعداء كان استماعهم ... صرير العوالي قبل قعقعة اللجم
قال ابن جنى أي يبادر إلى أخذ الرمح فإن لحق اسراج فرسه فذاك ولا ركبه عريانا وهذا هذيان المبرسم والتائم وكلام من لم يعرف المعنى يقول إذا وافاهم ليلا أخفى تدبيره ومكره ونحفظ من أني فطن به فيأخذهم على غفلة حتى يسمعوا صرير رماحه بين ضلوعهم قبل أن يسمعوا أصوات اللجم متحركة في احناك خيله ولم يعرف ابن دوست هذا ايضا لأنه قال في تفسيره لأن رماحه تصل اليهم قبل وصول خيله إليهم وليس يتصور ما قاله إلا أن يأتيهم راجلا والمعنى أنه يهجم عليهم فلا يشعرون به إلا إذا طعنهم برماحه لإخفائه ذلك بلطف تدبيره

مدلُّ الأعزاء المعز وإن يئن ... به يتمهم فالموتم الجابر اليتم
أي هو لمذل الأعزاء ومعز الأذلاء أيضا لأنه يرفع قوما وضع آخرين وقوله يئن أي يحين من قولهم آن يئين أي حان قال الأصمعي لا مصدر لآن وقال أبو زيد يقال فيه أينا وقوله به أي على يديه يقول وإن حان يتمهم يعني يتم الأعزاء فهو الموتم وهو أيضا الجابر اليتم يريد أنه يقتل الآباء ثم يحسن إلى إبناءهم الأيتام ليصطنعهم

وإن تمس داء في القلوب قناته ... فممسكها منه الشفاء من العدم
يقول إن أودى قلوب المطعونين بقناته فإن الذي أمسكها هو الذي يشفى من الفقر بعطائه ومن روى بفتح السين فإنه أراد موضع الإمساك وهو كفه

مقلد طاغي الشفرتين محكم ... على الهام إلا أنه جائر الحكم
يعني سيفه جعله طاغي الشفرتني وهما حداه لكثرة ما يقتل وهو محكم على رؤوس اعدائه جائر في حكمه لنه يحكم بقتل جميعهم فلا يبقى منهم أحدا

تحرج عن حقن الدماء كأنه ... يرى قتل نفس ترك رأس على جسم
التجرج الكف عن الشيء والإمساك عنه وحقن الدماء أمساكها وحفظها في الأبدان يقول أنه يريق دماء اعدائه ولا يمسكها كأنه يرى ترك رأس من رؤوس الأعداء على جسمه قتل نفس لا يحل له قتلها أي يتحرج من هذا كما يتحرج من ذاك

وجدنا ابن إسحاق الحسني كجده ... على كثرة القتلى بريئا من الإثم
لما وصفه بكثرة القتل ذكر أنه لا يقتل إلا من يستحق القتل كجده وكان غازيا يقتل الكفار فكان بريا من إثم القتل على كثرة ما له من القتلى وروى ابن جنى كحده بالحاء وقال أي كحد هذا السيف وهو كثير القتل ولا إثم عليه لأنه لا يضع الشيء في غير موضعه كما إن حد السيف كثير القتل وهو غير آثم كما قال الطاءي في الرماح، إن أجرمت لم تنصل من جرائمها، إن أساءت إلى الأقوام لم تلم،

مع الحزم حتى لو تعمد تركه ... لألحقه تضييعه الحزم بالحزم
يقول لاستيلاء الحزم عليه يلحقه تركه إياه بفعله حتى لو أراد ترك الحزم لم يمكنه وهذا منقول من قول أبي تمام، تعود بسط الكف حتى لو أنه، ثناها لقبض لم تطعه أنامله،

وفي الحرب حتى لو أراد تأخرا ... لآخره الطبع الكريم إلى القدم
يقول هو صاحب الحرب وفي الحر بأبدا حتى لو اراد تأخرا لكان تأخره تقدما إذ ليس عنده إلا التقدم والمعنى لأخره الطبع الكريم عن التأخر إلى التقدم

له رحمة تحيي العظام وغضبة ... بها فضلة للجرم عن صاحب الجرم
أي بلغت رحمه إلى أنها تكاد تحيي العظام الميتة أي فضلت عن الأحياء وأدركت الأموات وغضبه فضل عن صاحب الجرم فضلةً هي للجرم يعني أنه يهلك بغضبه المجرم ويفنى ذلك الجرم الذي جناه حتى لا يجنى أحد تلك الجناية ولا يأتي بذلك الجرم خوفا من غضبه فغضبه يفنى المجرم أيضا ولم يعرف ابن جنى هذا فقال إذا أغضبه مجرم لأجل جرم جناه تجاوزت غضبته أيضا قدر الجرم فكانت اعظم منه فإما احتقره فلم يجازه وإما جازاه فتجاوز قدر جرمه فأهلكه وهذا هوس لا يساوي الحكاية

ورقة وجهٍ لو ختمت بنظرةٍ ... على وجنتيه ما انمحى أثر الختم
يقول هو رقيق الوجه حياء وكرما فلو نظرت إليه لظهر على رقة وجهه أثر نظرك كأثر الختم ثم لا يذهب ذلك الأثر ولا ينمحيد

أذاق الغواني حسنه ما أذقنني ... وعف فجازاهن عني على الصرم

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست