اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 396
يقول هذه اللحى لو سرحت فكانت في عارضي ذي حيلة لكانت له شبكة للمال لأن ذا اللحية الطويلة يعظم ويضن به الخير ويؤتمن وإذا كان محتالا خان الأمانة وفاز بها وتسريح الشعر تخليص بعضه من بعض
بين قضاة السوء والأطفال ... شبيهةُ الإدبار بالإقبالِ لا تؤثر الوجهَ على القذالِ
يقول تكون شبكة للمال بين قضاة السوء والأطفال لأن القاضي السوء يجر إلى نفسه مال الطفل بطول لحيته ثم قال إذا استدبرت هذه اللحى رأيتها كما تستقبلها وهي عريضة تعم الوجه والقذال
فاختلفت في وابلي نبالِ ... من أسفلِ الطودِ ومن معالِ
يقول رشقت هذه الإيائل بالنبال من أعلى الجبل وأسفله فهي تجيء وتذهب منها في نبال كالمطر يأتيها من كل جانبٍ
قد أودعتها عتل الرجالِ ... في كل كبدٍ كبديْ نصالِ
العتل القسي الفاسية واحدتها عتلة والرجال جمع راجل يقول قسي الرجل قد أودعت اكبادها كبد النصل وهو ما بين العبرين
فهن يهوين من القلالِ ... مقلوبة الأظلافِ الإرقالِ
يقول فهن يسقطن من أعالي الجبال منحدرةً على ظهورها فاظلافها صارت مقلوبةً وإرقالها كان على أظلافها فصار على ظهرها والأرقال ضرب من العدو ويقال أرقلت الناقة إذا سارت على السرعة
يرقلن في الجو على المحالِ ... في طرقٍ سريعةِ الإيصالِ
المحال فقار الظهر واحدتها محلة يقول هي تعدو في الجور نازلةً على ظهرها في طرقٍ تسرع إيصالها إلى الأرض
ينمن فيها نيمة المكسالِ ... على القفي أعجل العجالِ
يقول ينمن في تلك الطرق كما ينام الكسلان لما كانت على اقفائها جعلهن كالنائم المستلقي ولكنهن في ذلك اعجل العجال لسرعة هويهن وروى ابن جنى الكسال جمع الكسلان وعجال جمع عجل وعجلان
لا يتشكين من الكلالِ ... ولا يحاذرن من الضلالِ
أي لا يصيبهن كلال في تلك الطرق ولا يحذرن ضلالا لأنها تؤديها إلى الأرض بغير شك
فكان عنها سبب الترحال ... تشويق إكثارٍ إلى إقلالِ
يقول لما شوقه إكثاره من الصيد إلى الإقلال منه صار ذلك التشويق سبب ارتحاله عن الوحوش يريد أنه مل الإصطياد لكثرة ما صاد فصار ذلك سبب ارتحاله عنها وتقدير كلامه فكان تشويق إكثار إلى إقلال سبب الترحال عنها
فوحش نجدٍ منه في بلبالِ ... يخفن في سلمى وفي قبالِ
سلمى أحد جبلي طيء وقبال جبل عالٍ بقرب دومة الجندل كذا قال ابن جنى ورواه القاضي أبو الحسن فيال قال وهو جبل في أرض بني عامر يقول وحش نجد في حزن من خوف عضد الدولة فهن يخفن في جبالها
نوافر الضباب والأروالِ ... والخاضبات الربد والريالِ
نوافر حال من الوحش والورل شيء شبه الضب والخاضبات الربد النعام لأنها ربد الألوان فإذا أكلت الربيع انخضبت سوقها فيسمى الظليم خاضبا ومنه قول أبي داود، لها ساقا ظليماٍ خاضبٍ، فوجىء بالرعبِ والرئالُ فراخُ النعام واحدها رأل يقول نفرت وحوش سائر النواحي خوفا منه
والظبي والخنساء الذيال ... يسمعن من أخباره الأزوالِ
ما يبعث الخرس على السؤالِ
الخنساء المها لخنس انفها والذيال الطويل الذنب والأزوال جمع زول وهو الظريف العجب من كل شيء يقول الوحوش تسمع من أعاجيب أخبار عضد الدولة ما يبعث الخرس على السؤال عنها مع عجزهم عن السؤال
فحولها والعوذ والمتالي ... تود لو يتحفها بوالِ
الحول جمع حائل وهو ضد الحامل والعوذ الحديثات النتائج جمع عائذ والمتالي جمع المتلية وهي الناقة التي يتلوها ولدها يقول أنواع الوحوش تود لو بعث إليها من يلي عليها فيذللها وروى ابن جنى فحولها على جمع الفحل
يركبها بالخطم والرحالِ ... يؤمنها من هذه الأهوالِ
يقول ذلك الوالي يركب الوحش ويزمها حتى تنقاد في الأزمة والرحال وتصير آمنة من هول الطرد وما يصيبها من خوف الصيد
ويخمس العشب ولا تبالي ... وماء كل مسبلٍ هطالِ
ويأخذ ذلك الوالي خمس ما ترعاه الوحش من العشب وخمس ما السحاب وترضى بذلك ولا تبالي
يا أقدر السفار والقفال ... لو شئت صدت الأسد بالثعالي
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 396