اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 348
ولاح لها صور والصباح ... ولا الشغور لها والضحى
صور أسم ماء والصحيح أنه صوري ذكر ذلك أبو عمر الجرمي والشغور من أرض العراق تقول العربُ إذا وردتَ الشغورَ فقد اعرقت يريد أن هذا الماء ظهر لها مع وقع الصباح وظهر لها هذا المكان مع وقت الضحى
ومسى الجميعي دئداؤها ... وعادى الأضارع ثم الدنا
الدئداء والدأدأة أرفع من الخبب ومسى أتى مساء يقول لما كان وقت المساء بلغ سيرها الجميعي ثم أتى بالغداة الأضارع والدنا وهي أماكنُ
فيا لك ليلا على أعكشٍ ... أحم البلاد خفي الصوى
يتعجب من ليل شديد الظلمة على هذا المكان حتى أسودت البلاد وخفيت الأعلام والاحم الأسود والصوى أعلام تبني في الطريق ليهتدي بها
وردنا الرهيمة في جوزهِ ... وباقيه أكثر مما مضى
الرهيمة بقرب الكوفة قال ابن جنى أراد بالجوز ههنا صدر الليل وإنما قال ابن جنى هذا لقوله وباقيه أكثر مما مضى وإذا كان الباقي أكثر ن الماضي كان الجوز صدر الليل وصدر الليل لا يسمى جوز الليل وقال القاضي أبو الحسن بن عبد العزيز أخطأ أبو الطيب لما قال في جوزه ثم قال وباقيه أكثر مما مضى كيف يكون باقيه أكثر وقد قال في جوزه وقال ابن فورجة هذا تجنٍّ من القاضي والهاء في جوزه لأعكش وهو مكان واسع والرهيمة ماء وسط أعكشٍ والكلام صحيح هذا كلامه والمعنى وردنا هذا الماء وسط هذا المكان وما بقي من الليل أكثر مما مضى
فلما أنخنا ركزنا الرما ... ح فوق مكارمنا والعليّ
يقول لما نزلنا الكوفة وانخنا ركابنا وركزنا الرماح كعادة من يترك السفر كانت رماحنا مركوزة فوق مكارمنا وعلانا لما فعلنا من فراق الأسود وقتال من قاتلنا في الطريق وظفرنا بمن عادانا وكل ذا ما يدل على المكارم والعلي وظهرت مكارمنا بما فعلنا وكأنا نزلنا على المكارم والعلى
وبتنا نقبل أسيافنا ... ونمسحها من دماء العدى
نقبلها لأنها اخرجتنا من بين الأعداء ونجتنا من المهالك
لتعلم مصرُ ومن العراق ... ومن بالعواصم أني الفتى
المعنى لتعلم أهل مصر فحذف المضاف
وأني وفيت وأني أبيتُ ... وأني عتوتُ على من عتا
وفيت لسيف الدولة إذا رجعت إليه وأبيت ضيم كافور ولم أذل لمن عصاني
وما كل من قال قولا وفى ... وما كلُّ من سيم خسفاً أبي
أي ليس كل قائل وافيا بما قال وليس كل من كلف ضيما يأبى من كلف
ومن يكن قلب كقلبي له ... يشق إلى العز قلب التوى
أي من كان قلبه في الشجاعة وصحة العزيمة كقلبي شق قلب الهلاك فخاض شدائده حتى يصل إلى العز والتوى الهلاك واستعار له قلبا لما ذكر قلب نفسه
ولا بد للقلب من آلةٍ ... ورأيٍ يصدعُ صم الصفا
يقول آلة القلب العقلُ والرأي وما فيه من السجايا الكريمة وقوله يصدع صم الصفا أي يشق الحجارة الصلبة وينفذ فيها
وكل طريقٍ أتاهُ الفتى ... على قدر الرجل فيه الخطا
يقول كل أحد يخطو في الطريق الذي يأتيه على قدر رجله فمن طالت رجله اتسعت خطاه وهذا مثل يريد أن كل أحد يعمل على قدر وسعه وطاقته كما قال، على قدرِ أهل العزم يأتي العزائمُ،
ونام الخويدم عن ليلنا ... وقد نام قبل عمى لا كرى
يقول غفل عن ليلنا الذي خرجنا فيه من عنده وكان قبل ذلك نائما غفلةً وعمى وإن لم يكن نائما كرى كما قال الآخر، وخبرني البواب أنك نائمٌ، وأنت إذا استيقظت أيضا فنائمُ،
وكان على قربنا بيننا ... مهامه من جهله والغبي
يقول وحين كنا قريبا كان بيننا بعد من جهله لن الجاهل لايزداد علما بالشيء وإن قرب منه
لقد كنت أحسب قبل الخص ... ي أن الرؤوس مقرُّ النهي
ولما نظرت إلى عقلهِ ... رأيت النهي كلها في الخصي
كنت أحسب قبل رؤية كافور أن مقر العقل الدماغ فلما رأيت قلة عقله قلتُ العقل في الخصية لأنه لما خصيَ ذهب عقله
وماذا بمصر من المضحكات ... ولكنه ضحك كالبكا
يتعجب مما رأى بمصر مما يضحك الناس والعقلا ثم قال لكن ذلك الضحك كالبكاء لأنه في الفضيحة ثم ذكر ما بها فقال
بها نبطيٌّ من أهلِ السوادِ ... يدرس أنساب أهلِ الفلا
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 348