اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 347
أي تمسكوا بالأكوار لأنهم لم يملكوا أنفسهم من فرط الضحك والضحك قد سلك فيهم القصد وسلك الجور أي أفرط بعضهم في الضحك وأقتصد بعضهم وقال لما دخل الكوفة يصف طريقه من مصر إليها ويهجو كافورا في شهر ربيع الأول سنة 351
ألا كل ماشيةِ الخيزلي ... فدى كل ماشيةِ الهيدبا
الخيزلي مشيةٌ فيها استرخاء من مشية النساء ومنه قول الفرزدق، قطوف الخطا تمشيء الضحى مرجحنةً، وتمشي العشى الخيزلي رخوة اليدِ، والهيدبا مشية فيها سرعة من مشية الإبل وأصله من قولهم أهدب الظليم إذا أسرع يقول فدت كل إمرأة تمشي الهيدبا يريد أنه لا يميل إلى مشية النساء وليس من أهل الغزل والعشق وإنما هو من أهل السفر يحب مشي الجمال كما قال أبو تمام، يرى بالكعاب الرود طلعة ثائرٍ، وبالعرمس الوجناء غرة آئبِ، وفدى إذا كسر جاز فيه المد والقصر وإذا فتح لم يجز إلا القصر
وكل نجاةٍ بجاويةٍ ... خنوفٍ وما بي حسن المشا
النجاة الناقة السريعة والبجاوية منسوبة إلى بجاوة وهي قبيلة من بربر توصف نوقها بالسرعة حكى ابن جنى عن أبي الطيب قال يرمي الرجل منهم بالحربة فإذا وقعت في الرمية طار الجمل إليها حتى يأخذها صاحبها والخنوف من قولهم خنف البعير بيده في السير خنافا إذا أمالها إلى وحشيه والمشا جمع المشية يقول لا أحب حسن مشية النساء وما بي إلى ذلك ميل وإنما أحب كل ناقة خفيفة المشي
ولكنهن حبال الحيوة ... وكيدُ العداة وميط الأذا
يقول النوق الخفيفة حبال الحيوة بها يتوصل إلى الحيوة لأنها تخرجك من المهالك وبها تكاد الأعداء وبها يدفع الأذى والميط الدفع
ضربت بها التيه ضرب القما ... رِ إما لهذا وإما لذا
يقول أوقعتها في التيه مخاطرا بنفسي كالمقامر يضرب بالقمار أما للغرم وأما للغنم كذلك نا أما أفوز فانجو وأما أهلك فاستريح والإشارة إلى الفوز والهلاك
إذا فزعت قدمتها الجيادُ ... وبيضُ السيوفِ وسمرُ القنا
يقول إذا رأت فزعاً تقدمتها الخيل والسيوف والرماح أي للدفع عنها وقدمتها بمعنى تقدمتها
فمرت بنخلٍ وفي ركبها ... عن العالمين وعنه غنى
نخل ماء معروف يقول مرت هذه الإبل بهذا المكان وفي ركبانها يعني نفسه وأصحابه غنًى عن هذا الماء وعن كل من في الدنيا لأنهم أكتفوا بما عندهم من الجلد والحزامة
وأمست تخيرنا بالنقا ... بِ وأدى المياه ووادي القرى
النقاب موضع يتشعب منه طريقان طريقٌ إلى وادي المياه وطريق إلى وادي القرى يقول لما بلغنا هذا المكان قدرنا السير أما إلى وادي المياه وإما إلى وادي القرى فجعل هذا التقدير منهم كالتخيير من الإبل كأن الإبل خيرتهم فقالت إن شئتم سلكتم هذا الطريق وإن شئتم سلكتم الطريق الآخر وهذا على المجاز والإتساع كما قال الآخر، يشكو إليَّ جملي طولَ السرى، لم يرد حقيقة الشكوى إنما أراد أنه صار إلى حالٍ يشتكي من مثلها وسكن الياء من وادي المياه ضرورةً كما قال الآخر، ألا لا أرى وادي المياه يثيب، ومثله كثير
وقلنا لها أين أرض العراقِ ... فقالت ونحن بتربان ها
قلنا للإبل أين أرض العراق لأنا كنا نريد تلك الناحية فقالت ونحن بهذه البقعة المسماة بتربان وهي من أرض العراق ها هي ذه وهذا كله مجاز كالبيت الذي قبله
وهبت بخسمي هبوب الدبو ... ر مستقبلاتٍ مهبَّ الصبا
هبت الإبل من الهباب وهو نشاطها في السير يريد أنه وجهها في السير من المغرب إلى المشرق لأن الدبور تهب من جانب المغرب والصبا من جانب المشرق
روامي الكفافِ وكبدِ الوهادِ ... وجار البويرةِ وادي الغضا
هذه كلها اسماء مواضع وأراد روامي بالنصب حالا منهن أي قواصد لهذه المواضع فأسكن الياء ضرورةً واراد أن وادي الغضا جار البويرة فهو بقربها
وجابت بسيطة جوب الردا ... ء بين النعام وبين المها
يريد قطعت الإبل هذا المكان كما يقطع الرداء ويريد أن بسيطة بعيدة من الأنس لاجتماع الوحوش بها
إلى عقدة الجوف حتى شفت ... بماء الجراوي بعض الصدى
عقدة الجوف مكان معروف والجراوي منهل وهو الذي ذكره الشاعر في قوله، ألا لا أرى ماء الجراوي شافيا، صداي وإن روى غليل الركائب، يقول جابت بسيطة إلى عقدة الجوف حتى شفت عطشها بماء هذا المنهل
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 347