responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 342
عني بالفحل ذي الذكر رجال عسكره وبالأمة التي لا رحم لها الأسود يوبخهم بانقيادهم له يقول لا شيء أقبح في الدنيا من رجلٍ ينقاد لأمة حتى تقوده إلى ما تريد قال ابن فورجة يريد ان ابن طغج فحلٌ له ذكر وكافور خصيّ فهو كالأمة من حيث أنه خصيٌّ لكنه قد خالفها بكونه لا رحمَ له فكأنه من أمةٍ فهذا أغرابه يقول لم تملكهُ أمرك وأنت فحل وهو أمةٌ في العجز ودناءة القدر

سادات كل أناس من نفوسهم ... وسادة المسلمين الأعبد القزمُ
هذا اغراء لأهل مملكته به يقول كل جيل وأمة يملكهم من هو من جنسهم فكيف ساد بالمسلمين عبيد رذال لئام والقزم رذال الناس لا واحد له من لفظه وروى ابن جنى القزم

أغاية الدين أن تحفوا شواربكم ... يا أمة ضحكت من جهلها الأممُ
يقول لأهل مصر لا شيء عندكم من الدين إلا احفاء الشوارب حتى ضحكت منكم الأمم وهذا إنكارٌ عليهم طاعة الأسود وتقريره في المملكة ثم حرض على قتله

ألا فتًى يورد الهندي هامته ... كيما تزول شكوك الناس والتهمُ
يقول ألا رجل منكم يقتله حتى يزول عن العاقل الشك والتهمة وذلك أن تمليك مثله يشكك الناس في حكمة الباري حتى يؤديه إلى أن يظن أن الناس معطلون عن صانعٍ يدبرهم

فإنه حجةٌ يوذي القلوب بها ... من دينه الدهرُ والتعطيلُ والقدمُ
يعني أن الدهري يقول لو كان للأشياء مدبر أو كانت الأمور جاريةً على تدبير حكيمٍ لما ملك هذا

ما أقدر الله أن يخزي خليفته ... ولا يصدق قوما في الذي زعموا
يقول الله تعالى قادر على اخزاء الخليفة بإن يملك عليهم لئيما ساقطا من غير أن يصدق الملاحدة الذين يقولون بقدم الدهر يشير إلى أن تأمير مثله إخزاء للناس والله تعالى فعل ذلك عقوبةً لهم وليس كما يقول الملحدة وقال أيضا يهجوه

أما في هذه الدنيا كريم ... تزول به عن القلب الهمومُ
يشكو خلو الدنيا عن الكرام يقول أما كريم يأنس به فاضل فيزول همه به

أما في هذه الدنيا مكانٌ ... يسر بأهلهِ الجار المقيمُ
يعني أن جميع الأمكنة قد عمها اللؤم والجور فليس في الدنيا مكان أهله يحفظون الجار فيسر بجوارهم

تشابهت البهائم والعبدي ... علينا والموالي والصميمُ
العبدي العبيد يقول عم الجهل الناس كلهم الذين هم عبيد الله حتى اشبهوا البهائم في الجهل وملك المملوكين فالتبس الصميم وهو الصريح النسب الخالص يعني إشتبه الأحرار بالموالي وهم الذين كانوا عبيدا أرقآء وذلك أن نفاذ الأمر يترجم عن علو القدر والإمارة إذا صارت إلى اللئام التبسوا على هذا الأصل بالكرام يعني أن التملك إنما يستحقه الكرام فإذا صار إلى اللئام ظنوا كراما

وما أدري إذا داء حديث ... أصاب الناس أم داء قديمٌ
يقول هذا الذي أصاب الناس من تملك العبيد واللئام عليهم حدث الان أن هو قديم كان قبلنا فيما تقدم

حصلت بأرض مصر على عبيدٍ ... كأن الحر بينهم يتيمُ
كأن الأسود اللابي فيهم ... غراب حولهُ رخمٌ وبومُ
شبهه بالغراب وهو طير خسيس كثير العيوب وشبه أصحابه بخساس الطير حول الغراب واللابيّ منسوب إلى اللابة وهي أرض ذات حجارة سود والسوادن ينسبون إليها لأن أرضهم فيها حجارة ولهذا يقولون أسود لأبيّ

أخذت بمدحه فرأيت لهوا ... مقالي للأحيمقِ يا حليمُ
أي أكرهت على مدحه فرأيتني لاهيا أن أصف الأحمق بالحلم وإن أمدحه بما ليس فيه

ولما أن هجوت رأيت عيا ... مقالي لابن آوى يا لئيمُ
ولما هجوته وهو ظاهر اللوم كان نسبتي إياه إلى اللؤم عيا لأن التكلم بما لا يحتاج فيه إلى بيان عيٌّ ومن قال لابن آوى وهو من أخس السباع يا لئيم كان متكلفا

فهل من عاذرٍ في ذا وفي ذا ... فمدفوعٌ إلى السقمِ السقيمُ
يقول فهل من عاذر لي يقوم بعذري في مدحه وهجائه فإني كنت مضطرا لم يكن لي فيهما أختيار كالسقم يطرأ على السقيم من غير اختياره ثم ذكر عذره في الهجاء

إذا أنت الإساءة من وضيعٍ ... ولم ألم المسيء فيمن ألومُ
أي إذا كان اللئيم يسيء إليّ لم يتوجه اللوم على غيره وهذا من قول الطائي، إذا أنا لم ألم عثرات دهرٍ، أصبت به الغداة فمن ألومُ ونظر إلى الأسود يوما فقال

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 342
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست