responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 34
إذا تغلغل فكر المرء في طرف ... من مجده غرقت فيه خواطره
التغلغل الدخول في الشيء يقول أدنى مجده يستغرق الفكر والخواطر لمن أراد أن يصفهد

تحمى السيوف على أعدائه معه ... كأنهن بنوه أو عشائره
يقال حمى الشيء يحمى حمًى فهو حامٍ وحمٍ إذا أشتد حره يقول إذا حارب اعداءه واشتد حر غضبه غضبت سيوفه علهيم معه حتى كان اقاربه وادانيه الذين يغضبون لغضبه وهو من قول أبي تمام، كأنها وهي في الأرواح والغةٌ، وفي الكلى تجد الغيظ الذي تجد، وقد قال البحتري، ومصلتاتٍ كأن حقداً، بها على الهام والرقاب،

إذا انتضاها لحرب لم تدع جسدا ... إلا وباطنه للعين ظاهره
يقول إذا أخرجها من أغمادها ليحارب بها لم تدع جسدا إلا قطعته إربا حتى تبدوا بواطن ذلك الجسد

فقد تيقن أن الحق في يده ... وقد وثقن بأن الله ناصره
يقول علمت سيوفه أن الحق في يده ووثقتبنصر الله إياه لكثرة ما رأت ذلك وتعودت والمعنى أنها لو كانت ممن يعلم لعلمت هذا

تركن هام بني عوفٍ وثعلبةٍ ... على رؤوس بلا ناس مغافرة
ويروى بني بحرٍ وهؤلاء قو اوقع بهم والمغافر جمع مغفر وهو ما يغفر الرأس أي يغطيه يقول سيوفه فرقت بين رؤوس هؤلاء القوم وبين ابدانهم حتى صارت مغافرهم على رؤوس بلا ابدان والهام جمع هامة وهي أعلى الرأس ومستقر الدماغ والكناية في مغافرة تعود إلى الهام يقول مغافر هام هؤلاء على رؤوس بلا ابدان لأن سيوفه فرقت بين الرؤوس والأبدان وقال ابن جنى لأنه جاء برؤوسهم لما قتلهم وعليها المغافر وعنى بالناس الابدان ومغافره رفع بالابتداء وخبره على رؤوس

فخاض بالسيفِ بحر الموت خلفهم ... وكان منه إلى الكعبين زاخره
الزاخر الممتلىء يقال زخر النهر يزخر زخورا إذا امتلأ وعنى ببحر الموت والمعركة الممتلئة بالدم كالبحر الزاخر يقول خاض ذلك البحر خلف هؤلاء إلا أنه لم يغرق ولم يبلغ ماؤه فوق كعبيه وقال ابن جنى أي ركب منهم أمرا عظيما عليهم صغيرا عليه هذا كلامه وعلى ما قال بحر الموت مثل للأمر العظيم وقرب غوره له مثل لصغره عنده

كم من دمٍ رويت منه أسنته ... ومهجةٍ ولغت فيها بواتره
المهجة دم القلب وولغت شربت وأصل الولغ شرب السباع الماء بألسنتها يقال ولغ الكلب في الماء يلغ ولوغا وولغا والبواتر القواطع

وحائن لعبت سمر الرماح به ... والعيش هاجره والنسر زائرة
يقول وكم من حائن أي هالك لعبت رماحك به أي قتلته فهجره عيشه وفارقه وزاره النسر ليأكل لحمه ومعنى لعب الرماح به تمكنها منه وقدرتها عليه

من قال لست بخير الناس كلهم ... فجهله بك عند الناس عاذره
يقول من لم يفضلك على جميع الناس فذلك لأنه جاهل بك وعذره في ذلك جهله بك

أو شك أنك فرد في زمانهم ... بلا نظير ففي روحي أخاطره
أخاطره من الخطر الذي يكون بين المتراهنين يقال خاطر فلان فلانا على كذا أي راهنه عليه يقول من شك في كونك فردا بلا نظير فأنا لا أشك في ذلك واجعل الخطر بيني وبينه روحي حتى إن وجد لك نظير استحق روحي فقتلني وإنما يقول هذا لثقته بكونه فردا

يا من ألوذ به فيما أومله ... ومن أعوذ به مما أحاذره
يقول يا من الجأ إليه في آمالي لأني لا ابلغها إلا به والجأ إليه مما أخافه لأني به انجو منه يعني أنه يدرك به ما يرجوه ويأمن ما يخافه

ومن توهمت أن البحر راحته ... جوداص وأن عطاياها جواهره
يقول يا من ظننت كفه البحر لجوده وإن ما يعطيه جواهر ذلك البحر

لا يجبر الناس عظماً أنت كاسرهُ ... ولا يهيضون عظماً أنت جابرهُ
الجبر اصلاح الكس والهيض الكسر بعد الجبر يقال هضت العظم فهو مهيض وانهاض إذا انكسر بعد الجبر يقول إذا افسدت أمرا لم يقدر الناس على اصلاحه وإذا اصلحت أمرا لم يقدروا على افساده والمعنى انهم لا يقدرون على خلافك في حالٍ من الأحوال قال ابن جنى وهذا بيت آخر بعينه:

لا يجبر الناس عظم ما كسروا ... ولا يهيضون عظم ما جبروا
ويروى بعده بيت منحول وهو

إرحم شباب فتى اودت بجدته ... يد البلا وذنى في السجن ناضره
يقول تسلط عليه البلى حتى اذهب جدته وذبلت نضارته في السجن وقال يمدح شجاع بن محمد بن عبد العزيز الطاءي المنبجي

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست