responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 336
فقد أرد المياه بغير هادٍ ... سوى عدي لها برق الغمامِ
يقول لا احتاج في ورود الماء إلى دليل يدلني سوى أن أعد برق الغمام فأتبعه قال يعقوب العرب إذا عدت للسحابة مائة برقةٍ لم تشكك في أنها ماطرة فتتبعها على الثقة بالمطر

يذم لمهجتي ربي وسيفي ... إذا احتاج إلى الذمامِ
يقول من احتاج في سفره إلى جوارْ وعهدٍ ليأمن بذلك فأنا في جوار الله وجوار سيفي لا استصحب أحداً في سفري لآمن بصحبته

ولا أمسي لأهل البخل ضيفا ... وليس قرى سورى مخ النعامِ
يقول لا أكون ضيفا للبخيل وإن لم يكن لي طعام البتة لأنه لا مخ للنعام ويجوز أن يريد بهذا إن البخيل لا قرى عنده ويروي مح بالحاء والمعنى لو لم يكن لي قرى سوى بيض النعام شربته ولم آت بخيلا

ولما صار ود الناس خبا ... جزيت على ابتسامٍ بابتسامِ
يقول لما فسد ود الناس عاملتهم بمثل ما يعاملونني به أي يكاشرونني واكاشرهم
وصرت أشك فيمن أصطفيه لعلمي أنه بعض الأنامِ
يقول لعموم الفساد في الخلق كلهم إذا اخترت أحدا للمودة لم أكن على ثقةٍ من مودته لعلمي أنه من جملة الخلق

يحب العاقلون على التصافي ... وحب الجاهلين على الوسامِ
يقول العاقل إنما يحب من يحبه على صفاء الود فمن اصفى له الود أحبه والجاهل يحب على كمال الصورة وجمالها وذلك حب الجهال لأنه ليس كل جميل المنظر يستحق المحبة كخضراء الدمن رائق اللون وبي المذاق

وأنف من أخي لبي وأمي ... إذا ما لم أجده من الكرامِ

أرى الأجداد تغلبها كثيرا ... على الأولاد أخلاق اللئامِ
يقول خلق اللئيم قد يغلب الأصل الطيب حتى يكون صاحبه لئيما وإن كان من أصل كريم كما قال آخر، أبوك أب حر وأمك حرة، وقد يلد الحران غير نجيبِ، وقال آخر، لئن فخرت بآباء لهم شرف، لقد صدقت ولكن بئس ما ولدوا،

ولست بقانعٍ من كل فضلٍ ... بأن أعزي إلى جد همامِ
يقول لا أقنع من الفضل بأن أنسب إلى جد فاضل يعني إذا لم أكن فاضلا بنفسي لم يغن عني فضل جدي

عجبت لمن له قد وحد ... وينبو القضم الكهامِ
القضم السيف الذي فيه فلول والكهام الذي لا يقطع يقول عجبت لمن له قد الرجال وحد النصال ثم لا ينفذ في الأمور ولا يكون ماضيا

ومن يجد الطريق إلى المعالي ... فلا يذر المطي بلا سنامِ
وعجبت لمن وجد الطريق إلى معالي الأمور فلا يقطع إليها الطريق ولايتعب مطاياه في ذلك الطريق حتى تذهب أسنمتها

ولم أر في عيوب الناس شيئا ... كنقص القادرين على التمام
ولا عيب أبلغ من عيب من قدر أن يكون كاملا في الفضل فلم يكمل أي لا عذر له في ترك الكمال إذا قدر على ذلك ثم تركه والعيب الزم له من الناقص الذي لا يقدر على الكمال

أقمت بأرض مصر فلا ورائي ... تخب بي الركاب ولا أمامي
وملني الفراش وكان جنبي ... يمل لقاءة في كل عامِ
يقول إن مرضه قد طال حتى مله الفراش وكان هو يمل الفراش وإن لاقاه جنبه في العام مرة واحدة لأنه أبدا كان يكون في السفر

قليل عائدي سقم فؤادي ... كثير حاسدي صعبٌ مرامي
أي أني بها غريب فليس يعودني بها إلا القليل من الناس وفؤادي سقيم لتراكم الأحزان عليه وحسادي كثير لوفور فضلي ومرامي صعب لأني أطلب الملك

عليل الجسم ممتنع القيامِ ... شديد السكر من غير المدامِ
وزائرتي كأن بها حياء ... فليس تزور إلا في الظلامِ
يريد حمى كانت تأتيه ليلا يقول كأنها حيية إذ كانت لا تزورني إلا في ظلام الليل

بذلت لها المطارف والحشايا ... فعافتها وباتت في عظامي
يقول هذه الزائرة يعني الحمى لا تبيت في الفراش وإنما تبيت في عظامي

يضيق الجلد عن نفسي وعنها ... فتوسعه بأنواع السقامِ
يقول جلدي لا يسعها ولا يسع أنفاسي الصعداء والحمى تذهب لحمى وتوسع جلدي بما تورده عليّ من أنواع السقام

إذا ما فارقتني غسلتني ... كانا عاكفان على حرامِ
يريد أنه يعرق عند فراقها فكأنها تغسله لعكوفهما على ما يوجب الغسل وإنما خص الحرام لحاجته إلى القافية وإلا فالإجتماع على الحلال كالاجتماع على الحرام في وجوب الغسل

كأن الصبح يطردها فتجري ... مدامعها بأربعةٍ سجامِ

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 336
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست