اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 322
يقول السيف القاطع الهندي كغيره من السيوف إذا لم يسل في الحرب ولم يجرب أي إنما يعرف ما عنده من المضاء وحسن الأثر إذا جرب كذلك أنا ما لم أجرب لم يعرف ما عندي ولم يكن بيني وبين غيري فرق وكان يطلب منه أن يوليه يقول له جربني لتعرف ما عندي من الكفاية وأني اصلح لأن أكون واليا وهذا من قول الطائي، لما انتضيتك للخطوب كفيتها، والسيف لا يكفيك حتى ينتضي،
وإنك للمشكور في كل حالة ... ول لم يكن إلا البشاشة رفده
الكناية تعود إلى المشكور يقول أنت مشكور من جهتي في كل حال وإن لم تعطني إلا طلاقة وجهك أي أكتفي منك بأن أراك بشاشا طلق الوجه واشكرك على ذلك
فكل نوال كان أو هو كائن ... فلحظه طرف منك عندي نده
يقول نظرك إلى نظير كل نوال منك أخذته أو سآخذه
وإني لفي بحر من الخير أصله ... عطاياك أرجو مدها وهي مده
يريد كثرة ما يصل إليه من الخير والبر والصلات والمد زيادة الماء يقول أرجو زيادة عطاياك فإنها زيادة ذلك البحر الذي أنا فيه وهي مادته
وما رغبتي في عسجد أستفيده ... ولكنها في مفخر أستجده
يقول لست أرغب في ذهب ومال من جهتك ولكن في فخر جديد كأنه أراد أن يوليه ولاية كما قال المهلبي، يا ذا اليمينين لم أزرك ولم، أصحبك من خلة ولا عدم، زارك بي همة منازعة، إلى جسيم من غاية الهمم، ومثله، لم تزرني أبا علي سنو الجدب وعندي من الكفاف فضول، غير أني باغ جليلا من الأمر وعند الجليل يبغي الجليل، ومثله للطائي، ومن خدم الأقوام يرجو نوالهم، فإني لم أخدمك إلا لأخدما، ومثله لأبي الطيب، فسرت إليك في طلب المعالي، وسار سواي في طلب المعاش،
يجود به من يفضح الجود جوده ... ويجمده من يفضح الحمد حمده
أي تجود به أنت وجودك فافضح لجود غيرك بزيادته عليه واحمدك أنا وحمدي يفضح حمد غيري لأنه فوقه
فإنك ما مر النحوس بكوكب ... وقابلته إلا ووجهك سعده
يقول النحوس لا يمر بكوكب وله من وجهك سعد إذا قابلته كما قال الطائي، تلقى السعود بوجهه وبحبه، وعليك مسحة بغضة فتحبب، والمعنى إنك تسعد المنحوس وتغني الفقير ودس الأسود إلى أبي الطيب من قال له قد طال قيامك في مجلسه يريد أن يعلم ما في نفسه فقال
يقل له القيام على الرؤوس ... وبذل المكرمات من النفوس
يقول يقل له أن نقوم في خدمته ولو على الرؤوس وأن نبذل في خدمته النفوس المكرمة ومن روى المكرمات أراد الأفعال الكريمة أي يقل له أن نكرمه بخدمة أنفسنا إياه
إذا خانته في يوم ضحوك ... فكيف تكون في يوم عبوس
إذا خانته النفوس فلم تقم له ولم تخدمه في السلم فكيف تخدمه ي الحرب ومات للأسود خمسون غلاما في الدار الجديدة التي انتقل إليها في أيام يسيرة ففزع وخرج منها إلى دار أخرى فقال أبو الطيب
أحق دار بأن تدعى مباركة ... دار مباركة الملك الذي فيها
يقول أحق الديار بأن تدعى وتسمى مباركة دار ملكها أو ملكها الذي فيها مبارك يعني إذا كان صاحب الدار مباركا فداره مباركا أحق الدور بأن تدعى مباركة
وأجدر الدور أن تسقى بساكنها ... دار غدا الناس ستسقون أهليها
يقول أولى الدور بأن تكون مسقية ببركة من يسكنها دار سكانها سقاة الناس يعني إذا كان السكان يسقون الناس وينفعونهم فدارهم مسقية بهم تشمل بركاتهم الدار
هذي منازلك الأخرى نهنئها ... فمن يمر على الأولى يسليها
يقول هذه التي انتقلت وعدت غليها نهنئها بعودتك إليها فمن الذي يأتي الدار التي فارقتها فيعزيها
إذا حللت مكانا بعد صاحبه ... جعلت فيه على ما قبله تيها
أي إذا نزلت مكانا بعد ارتحالك عن مكان أخر اعطيته فخرا على المرتحل عنه بنزولك إياه
لا ينكر العقل من دار تكون بها ... فإن ريحك روح في مغانيها
يقول لا تتعجب من أن تكون الدار التي تحلها عاقلة حتى تفرح بسكناك وتحزن لمفارقتك فإن ريحك روح لها
أتم سعدك من لقاك أوله ... ولا أسترد حياة منك معطيها
وقال أيضا يمدحه وقد قاد إليه مهرا أدهم في شهر ربيع الآخر سنة 347
فراق ومن فارقت غير مذممِ ... وأم ومن يممتُ صير ميممِ
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 322