اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 313
يريد بالمخترط سيفا منتضى إذا أمره بالقطع أطاعه فمضى في الضريبة وإن نهاه واستثنى شيئا من القطع عصاه ولم يقف لسرعة نفاذه في الضريبة
وأسمر ذي عشرين ترضاه واردا ... ويرضاك في إيراده الخيل ساقيا
يعني رمحا أسرم ذا عشرين كعبا أو ذراعا ترضاه إذا أورد دماء الأعداء ويرضاك ساقيا له في إيراده خيل الأعداء والبيت منقول من قول عبد الله بن طاهر في صفة السيف، أخو ثقةٍ أرضاه في الروع صاحبا، وفوق رضاه أنني أنا صاحبه، أي هو يرضى بي أيضا صاحبا فوق الرضا
كتائب ما انفكت تجوس عمائراً ... من الأرض قد جاست إليها فيافيا
أي قدت كتائب وإن رفعت فالمعنى كتائبك أو لك كتائب لا تزال تطأ وتدوس قبائل للغارة وقد قطعت إليها مفاوز والعمائر جمع العمارة وهي القبيلة والمعنى أن كتائبه لا تزال تأتي الأعداء للغارة عليهم
غزوت بها دور الملوك فباشرت ... سنابكها هاماتهم والمغانيا
وأنت الذي تغشى الأسنة أولاً ... وتأنف أن تغشى الأسنة ثانيا
يريد أنه أول من يبارز فيأتي الطعان ويأنف أن يأتيه ثانيا لأول سبقه إليها
إذا الهند سوت بين سيفي كريهةٍ ... فسيفك في كف تزيلُ التساويا
إذا طبعت الهند سيفين فجعلتهما سواء في الحدة والمضاء فالسيف الذي في كفك يكون أمضى لأن كفك تزيل تساويهما بشدة الضرب
ومن قول سامٍ لو رآك لنسلهِ ... فدى ابن أخي نسلي ونفسي وماليا
سام بن نوح أبو البيضان وحام أبو السودان يقول لو رآك سام كان من قوله لنسله فدى ابن أخي ولدي ونفسي ومالي أي لكان يفديك بنفسه وولده ويقول لولده أنا وأنتم فداء ابن أخي
مدى بلغ الأستاذ أقصاهُ ربه ... ونفسٌ له لم ترض إلا التناهيا
أي الذي ذكرته من مناقبك مدى بلغك الله غايته ونفسك التي لا ترضى إلا أن تبلغ النهاية
دعته فلباها إلى المجد والعلى ... وقد خالف الناس النفوس الدواعيا
دعته نفسه إلى المجد فلباها وأجابها وغيره لم يجب لما دعته نفسه إلى المجد لأنه لم يأت ما يكسبه المجد والشرف من الجود والشجاعة والأخلاق الحميدة كما أتيتها أنت
فأصبح فوق العالمين يرونه ... وإن كان يدنيه التكرم نائيا
أي يرونه نائيا عنهم وإن كان التكرم يدنيه إليهم ودخل عليه بعد انشاده هذه القصيدة وابتسم إليه الأسود ونهض فلبس نعلا فرأى أبو الطيب شقوقا برجليه فقال يهجوه
أريك الرضا لو أخفت النفس خافيا ... وما أنا عن نفسي ولا عنك راضيا
يقول لو أخفت النفس ما فيها من كراهتك لأريتك الرضا أي لو قدرت على اخفاء ما في نفسي من البغض لك والكراهة لقصدك لكنت أريك الرضا ولكني لست براضٍ عن نفسي في قصدي إليك ولا عنك أيضا لتقصيرك في حقي والخافي ضد الظاهر
أميناً وإخلافاً وغدراً وخسةً ... وجبنا أشخصاً لُحت لي أم مخازيا
نصب هذا كله على المصدر بفعل مضمر كأنه قال أتمين مينا وتخلف أخلافا والمعنى اتجمع بين هذه المخازي كما تقول العرب أحشفا وسوء كيلةٍ أي تجمع بين سوء الكيلة وإعطاء الحشف ثم قال أنت شخص ظهرت لي أم مخازٍ أي كأنك مخاز ومقابح لاجتماعها فيك ووجودها منك
تظن ابتساماتي رجاء وغبطةً ... وما أنا إلا ضاحكٌ من رجائيا
وتعجبني رجلاك في النعل أنني ... رأيتك ذا نعلٍ إذا كنت حافيا
يقول أتعجب منك إذا كنت ناعلا لأني أراك إذا كنت حافيا ذا نعل لغلظ جلد رجلك وتعجبني معناه من التعجب لا من الإستحسان وأنني بفتح الهمزة معناه لأنني ويجوز بكسر الهمزة على الابتداء
وإنك لا تدري ألونك أسود ... من الجهل أم قد صار أبيض صافيا
ويذكرني تخييط كعبك شقهُ ... ومشيك في ثوبٍ من الزيتِ عارياً
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 313