responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 308
يقول لم يبلغ أحد من الملوك مساعيك التي قامت بها رماحك وسيوفك

ما الذي عنده تدار المنايا ... كالذي عنده تدارُ الشمولُ
يريد أن غيره من الملوك يشتغلون باللهو وشرب المدام وهو مشغول بالحرب

لست أرضى بأن تكون جوادا ... وزماني بأن أراك بخيلُ
أي لا أرضى بأن يصل إليّ عطاؤك وأني على البعد منك لا أراك

نغص البعدُ عند قرب العطايا ... مرتعي مخصب وجسمي هزيلُ
قوله مرتعي مخصب وجسمي هزيل يقول أنا في قرب عطائك مني وبعدي عنك كمن يرتع في مكان مخصب وهو مع ذلك مهزول أي لست أتهنأ بعطائك مع البعد عن لقائك

إن تبوأت غير دنياي دارا ... وأتاني نيل فأنت المنيلُ

من عبيدي إن عشت لي ألف كافو ... رٍ ولي من نداك ريف ونيلُ
الريف سواد العراق والنيل فيض مصر

ما أبالي إذا اتقتك الرزايا ... من دهتهُ خبولها والحبولُ
الخبول جمع خبل وهو الفساد والحبول الدواهي وهي نجمع حبل يقول إذا أخطأتك المنايا فلا أبالي من أصابته وكتب إليه سيف الدولة يستدعيه فأجابه بهذه القصيدة في شوال سنة 353

فهمت الكتاب أبر الكتب ... فسمعا لأمر أميرِ العرب
وطوعا له وابتهاجا به ... وإن قصر الفعل عما وجب
يقال طاع له وأطاع إذا انقاد أي أطيعك وابتهج بكتابك وإن كان فعلي في طاعتك لا يبلغ ما يجب عليّ

وما عاقني غير خوف الوشاة ... وإن الوشايات طرقُ الكدب
يقول لم يمنعني عن اللحوق بك إلا خوف الوشاة والوشاية طريقها الكذب أي إذا وشى الإنسان كذب فخفت كذبهم

وتكثير قومس وتقليلهم ... وتقريبهم بيننا والخبب
مفعول التكثير والتقليل محذوف على تقدير وتكثير قوم يعني الوشاة معايبنا وتقليلهم مناقبنا كذبا منهم وعدوهم بيننا بالنمائم والفساد والتقريب ضرب من العدو

وقد كان ينصرهم سمعه ... وينصرني قلبهُ والحسبْ
أي كان يصغي إليهم بأذنه ولا يصدقهم بقلبه لكرم حسبه قال ابن جنى أي كان يسمع منهم إلا أن قلبه كان على كل حال معي

وما قلت للبدر أنت اللجين ... ولا قلت للشمس أنت الذهب
ضرب هذا مثلا أي لم أنقصك عما تستحق من المدح كما ينقص البدر بأن يشبه باللجين والشمس بأن تشبه بالذهب أي لم أهجك فتتنكر لي وهو قوله

فيقلق منه البعيد الأناةِ ... ويغضب منه البطيء الغضب
البعيد الأناة الذي لا يستخف عن قربٍ والأناة الرفق والتثبت

وما لاقني بلد بعدكم ... ولا اعتضت من رب نعماي رب
لاقني وألاقني أمسكني وحبسني أي لم أقم ببلد بعدكم ولا أخذت عوضا ممن أنعم عليّ

ومن ركب الثور بعد الجوا ... د أنكر أظلافه والغبب
رب هذا مثلا له ولمن لقي بعده من الملوك كقول خداش بن زهيرٍ، ولا أكون كمن ألقى رحالته، على الحمارِ وخلى صهوةَ الفرس،

وما قست كل ملوك البلادِ ... فدع ذكر بعضٍ بمن في حلب
ولو كنت سميتهم باسمه ... لكان الحديد وكانوا الخشب
أي لو سميتهم سيوفا لكانوا سيوفا من الخشب وكان هو سيفا من الحديد والمعنى أن مدحتهم كان ذلك مجازا وحقيقة المدح كانت له

أفي الرأي يشبه أم في السخا ... ء أم في الشجاعة أم في الأدب
هذا استفهام إنكار أي لا يشبهه أحد من الملوك في شيء مما ذكر

مبارك الإسم أغر اللقب ... كريم الجرشي شريف النسب
أي اسمه عليٌّ وهو اسم مبارك يتبرك به لمكان عليّ بن أبي طالب رضه ولأنه مشتق من العلو والعلو مبارك وهو مشهور اللقب لأنه سيف الدولة والجرشي النفس

أخو الحرب يخدم مما سبى ... قناه ويخلع ما سلب
أي إذا أعطى أحدا خادما أعطاه مما سباه بنفسه لا مما اشتراه لأنه صحب الحرب فمماليكه من سباياه وإذا خلع على إنسان ثوبا كان مما سلبه من أعدائه

إذا حاز مالا فقد حازهُ ... فتى لا يسر بما لا يهب
إذا جمع مالا فقد جمعه من لا يسر من ماله بما يدخره أي غنما يسر بما يهبه كما قال البحتري، لا يتمطى كما احتج البخيل ولا، يحب من ماله إلا الذي يهبُ،

وإني لأتبع تذكاره ... صلوة الإله وسقى السحب
أي كلما ذكرته دعوت له بهذين فقلت صلى الله عليه وسقاه الله

وأثنى عليه بآلآئهِ ... وأقرب منه نأي أو قرب

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 308
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست