اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 302
إذا اتفقت الضربات من الأبطال صاعدةً في الهواء لأن اليد ترفع للضرب اتفقت رؤوس مقطوعة بتلك الضربات متصادمة في الهواء يعني أ، هم لا يضربون ضربةً إلا قطعوا بها رأسا فالرؤوس مقطعوة على قدر الضربات لا تخطىء لهم ضربة عن قطع الرأس
وأسلم ابن شمشقيقٍ أليتهُ ... ألا أنثنى فهو ينأى وهي تبتسمُ
ترك يمينه التي حلف بها على الصبر والثبات وإن لا ينهزم فهو يبعد في الهزيمة ويمينه تسخر منه وتضحك
لا يأمل النفس الأقصى لمهجتهِ ... فيسرق النفس الأدنى ويغتنمُ
أي ليأسه عن نفسه لا يرجو أن يدرك النفس البعيد فيغتنم نفسه في الحال
ترد عنه قنا الفرسان سابغةٌ ... صوب الأسنة في أثنائها ديمُ
أي تمنع الرماح من النفوذ يه درع سابغة وقد تلطخت بالدماء التي تسيل من الأسنة عليها واثناؤها مطاويها
تخط فيها العوالي ليس تنفذها ... كأن كل سنانٍ فوقها قلمُ
أي تؤثر فيها ولا تنفذها حتى كأنها قلم يؤثر في الكاغد ولا ينفذه
فلا سقى الغيث ما واراه من شجرٍ ... لو زل عنه لوارت شخصه الرخمُ
يريد أنه دخل في خمر من الشجر فستره عن أعين الخيل ولولا ذلك لقتل وألقى للطير فكانت تجتمع عليه فتوارى شخصه ودعا على تلك الشجرة بأن لا تسقى الماء
ألهى الممالك عن فخرٍ قفلت به ... شرب المدامة والأوتارُ والنغمُ
الممالك جمع المملكة وهي جمع ملك كالمشائيخ جمع المشيخة وهي جمع شيخ ويجوز أن يريد به أرباب الممالك فحذف المضاف يقول شغلهم اللهو عما كسبت من الفخر في هذه الغزوة
مقلدا فوق شكر الله ذا شطبٍ ... لا تستدام بأمضى منهما النعمُ
أي جعلت الشكر شعارك وقلدت فوقه سيفا تجاهد به أعداء الله تعالى ولا شيء في استدامة النعم مثلهما
ألقت إليك دماء الروم طاعتها ... فلو دعوت بلا ضربٍ أجاب دمُ
يسابق القتل فيهم كل حادثةٍ ... فما يصيبهم موتٌ ولا هرمُ
نفت رقاد عليٍّ عن محاجرهِ ... نفسٌ يفرج نفساً غيرها الحلمُ
القائم الملك الهادي الذي شهدت ... قيامه وهداه العربُ والعجمُ
القائم أي بالأمور يدبرها ويمضيها على وجهها الهادي إلى دين الله حضرت العرب العجم قيامه بالأمور والحروب وهداه في الدين
إبن المعفر في نجدٍ فوارسها ... بسيفه وله كوفان والحرمُ
هو ابن الذي عفر فوارس نجدٍ أي القاهم على العفر وهو التراب يعني حرب أبي الهيجاه للقرامطة وولايته طريقَ مكة وكوفان اسم الكوفة
لا تطلبن كريما بعد رؤيته ... إن الكرام بأسخاهم يدا ختموا
ولا تبال بشعرٍ بعد شاعرهِ ... قد أفسد القول حتى أحمد الصممُ
وقال أيضا وقيل أنه أراده به
فارقتكم فإذا ما كان عندكم ... قبل الفراقِ أذى بعد الفراقِ يدُ
يقول ما كان يؤذيني منكم قبل فراقكم صار يدا بعد فراقكم لأن ذلك بعثني على مفارقتكم
إذا تذكرت ما بيني وبينكمُ ... أعان قلبي على الشوق الذي أجدُ
أي الجفاء أعان قلبي على الشوق فلا يغلبه شوق إليكم أي لا أشتاق إليكم إذا تذكرت ما كان بيننا قبل الفراق هذا الذي ذكرنا في البيتين قول ابن جنى وعليه أكر الناس وقال العروضي هذا غلط ألا يرونه يقول أعان قلبي على الشوق الذي أجد ومن تخلص من بلية لم يتداركه شوق إليها ومعنى البيت الأول ما كنت أحسبه عندكم أذى كان إحسانا إلى جنب ما ألقاه من غيركم كما قال آخر، عتبت على سلمٍ فلما هجرته، وجربت أقواما بكيتُ على سلمِ، ثم قال إذا تذكرت ما بيني وبينكم من صفاء المودة أعانني ذلك على مقاومة الشوق إذا علمت أنكم على العهد والوفاء بالمودة وقول ابن جنى أظهر من قول العروضي وقال يرثي أخت سيف الدولة الكبرى ويعزيه بها وتوفيت بميافارقين
يا أخت خير أخٍ يا بنتَ خيرِ أبِ ... كنايةً بهما عن أشرفِ النسبِ
أراد يا أخت سيف الدولة ويا بنت أبي الهيجاء فكنى عن ذلك ونصب كنايةً على المصدر كأنه قال كنيت كناية
أجل قدرك أن تسمى مؤبنةً ... ومن يصفك فقد سماكِ للعربِ
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 302