responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 299
إذا تناوشت الرماحُ طالبَ ثار شغلته صيانةُ روحه عن إدراك ثار إخوانه والمعنى أنهم شغلوا بأنفسهم عن إدراكهم ثار قتلاهم

هيهات عاق عن العوادِ قواضبٌ ... كثر القتيل بها وقل العاني
أي بعد ما أملوا من العود إلى القتال فقد عاقهم عن ذلك سيوفٌ كثرت بها القتلى منهم وقل الأسير أي انهم لم يؤسروا بل قتلوا

ومهذب أمر المنايا فيهمِ ... فأطعنه في طاعةِ الرحمانِ
يعني بالمهذب سيف الدولة وإن المنايا أطاعته في الروم وذلك طاعة الله تعالى

قد سودت شجر الجبال شعورهم ... فكأن فيه مسفةَ الغربانِ
أي أسودت الأشجار بشعورهم التي طيرتها الريح فيها فكان الغربان قد دنت منها أي وقعت عليها شبه سواد شعورهم على الأشجار بالغربان السود وقوله فيه أي في الشجر والمسفة الدانية

وجرى على الورقِ النجيعُ القاني ... فكأنه النارنجُ في الأغصانِ
النجيع دم الجوف والقاني الشديد الحمرة والمعنى أنهم قتلوا على الجبال فاسود شجرها بشعورهم وأوراق الشجر احمرت بما سال عليها من دمائهم

إن السيوف مع الذين قلوبهم ... كقلوبهن إذا التقى الجمعانِ
يقول السيوف إنما تعين الشجعان الذي لا يفزعون في الحرب كما لا تفزع هي واستعار لها قلوبا لما ذكر قلوبهم وهذا من قول البحتري، وما السيف إلا بزغادٍ لزينةٍ، إذا لم يكن أمضى من السيف حاملهْ،

تلقى الحسامَ على جراءة حدهِ ... مثل الجبان بكف كل جبانِ
رعفت بك العرب العمادَ وصيرت ... قمم الملوك مواقدَ النيرانِ
أي شرفت العرب بك يقال فلان رفيع العماد إذا كان شريفا وقاتلوا الملوك فاوقدوا على رؤسهم نار الحرب

أنساب فخرهم إليك وإنما ... أنسابُ أصلهمِ إلى عدنانِ
يا من يقتل من أراد بسيفهِ ... أصبحت من قتلاك بالإحسانِ
أي أحسنت إليّ حتى استبعدتني بالمنة والإحسانِ

فإذا رأيتك حار دونك ناظري ... وإذا مدحتك حار فيك لساني
وقال أيضا يمدحه ويذكر كذب البطريق في يمينه برأس الملك أنه يعارض سيف الدولة في الدرب سنة 345

عقبى اليمين على عقبى الوغى ندمُ ... ماذا يزيدك في إقدامك القسمُ
يقول عاقبة القسم على عاقبة الحرب ندمٌ يعني من حلف على الظفر في عاقبة الحرب ندم لأنه رما لا يظفر ذكر أن القسم لايزيد في الإقدام لأن الجبان لا يقدم وإن حلف

وفي اليمين على ما أنت واعدهُ ... ما دل أنك في الميعاد متهمُ
إذا حلفت على ما تعده من نفسك دلت اليمين على أنك غير صادق فيما تعده لأن الصادق لا يحتاج إلى اليمين

آلي الفتى ابن شمشقيقٍ فأحنثه ... فتى من الضرب ينسى عنده الكلمُ
ابن شمشقيق بطريق الروم يقول حلف فاحنثه من ينسى عند ضربه اليمين والكلام لشدته يعني سيف الدولة

وفاعلٌ ما اشتهى يغنيه عن حلفٍ ... على الفعال حضورُ الفعلِ والكرمُ
يفعل ما يريد لأنه ملك لا معارض له ويغنيه عن القسم على ما يفعله حضور فعله وكرمه أي أنه موثوق به لكرمه وفعله ما يريد حاضرٌ عاجلٌ فلا يحتاج أن يقسم على ما يريد فعله

كل السيوف إذا طال الضراب بها ... يمسها غير سيف الدولة السأمُ

لو كلت الخيل حتى لاتحملهُ ... تحملتهُ إلى أعدائه الهممُ
قال ابن جنى الاختيار في تحمله الرفع لأنه فعل الحال من حتى كأنه قال حتى هي غير متحملة والنصب جائز على معنى إلى أن لا تحمله يقول لو عجزت الخيل عن حمله إلى اعدائه لسار إليهم بنفسه لأن همته لا تدعه يترك القتال

أين البطاريق والحلف الذي حلفوا ... بمفرقِ الملك والزعمُ الذي زعموا
يقول أين ذهبوا وكيف تركوا يمينهم برأس الملك وأين ما وعدوه من أنفسهم من القتال والزعم كنايةٌ عن الكذب يعني أن كل ذلك كان كذبا وروى ابن جنى البطارق بغير ياء والأصل بالياء

ولي صوارمهُ إكذابَ قولهمِ ... فهنَّ ألسنةٌ أفواهُها القممُ
ولى سيف الدولة سيوفه أن تكذبهم فيما قالوا من الصبر على القتال فكذبتهم سيوفه بقطع رؤوسهم وجعلها كالألسنة تعبر عن تكذيبهم ولما جعلها السنة جعل رؤوسهم كالأفواه لأنها تتحرك في تلك الرؤوس تحرك اللسان في الفم

نواطق مخبراتٌ في جماجمهم ... عنه بما جعلوا منه وما علموا

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 299
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست