اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 297
أي لولا سيف الدولة ما أغنت السيوف شيئا ولكانت في قلة الغناء كالأجفان لأن السيف إنما يعمل بالضارب
خاض الحمام بهن حتى ما درى ... أمن إحتقارٍ ذاك أم نسيانِ
أي خاض الموت بسيوفه حتى ما علم أن ذاك الخوض من احتقار للموت أم نسيانٍ للموت وغفلة عنه ودري لغة طيىء
وسعى فقصر عن مداه في العلى ... أهل الزمان وأهلُ كلِّ زمانِ
تخذوا المجالس في البيوت وعنده ... أن السروج مجالسُ الفتيانِ
تخذوا بمعنى اتخذوا يعني أن أهل الزمان مجالسهم في البيوت ومجالسه في السروج كما قال عنترة وحشيتي سرج البيت
وتوهموا اللعب الوغا والطعن في ال ... هيجاء غير الطعنِ في الميدانِ
أي ظنوا أن الحرب لعب والطعن في اللعب غير الطعن في الحرب لأن ذلك طعن مع ابقاء ولا ابقاء في الحرب
قاد الجياد إلى الطعان ولم يقد ... إلا إلى العادات والأوطانِ
يقول إذا قاد خيله إلى الطعان فقد قادها إلى ما هو عادة له وإلى وطنه لأنه من المعركة في وطن
كل ابن سابقةٍ يغير بحسنه ... في قلب صاحبهِ على الأحزانِ
يقول كل فرس ولدته سابقة من الخيل إذا نظر إليه صاحبه سره بحسنه فأذهب حزنه
إن خليت ربطت بآداب الوغا ... فدعاؤها يغني عن الأرسانِ
يعني أن خيله مؤدبة وإن كانت مخلاةً كانت مربوطة بما فيها من الأدب وإذا دعوتها أتتك فلا تحتاج إلى جذبها بالرسن وهذا كقوله، وأدبها طول القياد البيت، وكقوله، تعطف فيها والأعنة شعرها،
في جحفلٍ ستر العيون غبارهُ ... فكأنما يبصرن بالآذانِ
أي في جيشٍ عظيمٍ غباره كثيف يستر الأعين حتى لا ترى فيه الخيل مع صدق حاسة نظرها وإذا أحست بشيء نصبت آذانها كأنها بها تبصر كما قال البحتري، ومقدم أذنينِ تحسبُ أنه، بهما رأى الشخص الذي لأمامهِ،
يرمي بها البلد البعيد مظفرٌ ... كل البعيد له قريبٌ دانِ
فكأن أرجلها بتربة منبجٍ ... يطرحن أيديها بحصنِ الرانِ
منبج بالشام وحسن الران بالروم يريد سعة خطوها في العدو يقول كان أرجلها بالشام وأيديها بالروم لبعد مواقع ايديها من أرجلها أي كأنها تقصد أن تبلغ الروم بخطوة واحدة قال ابن جنى وبينهما مسيرة خمس يريد السرعة
حتى عبرن بأرسناس سوابحا ... ينشرن فيه عمائم الفرسان
ارسناس نهر بالروم بارد الماء جدا يريد لسرعتها في السباحة تنشر عمائم فرسانها
يقمصن في مثل المدى من باردٍ ... يذر الفحول وهن كالخصيانِ
يقول هذه الخيل تثب لي هذا النهر الذي هو كالمدى لضرب الريح أياه حتى صيرته طرائق كأنها مدى من ماء بارد يذر الفحل كالخصي لتقلص خصيتيه لشدة برده
والماء بين عجاجتين مخلصٌ ... تتفرقان به وتلتقيان
يريد أن الجيش صار فريقين في عبور هذا النهر فريق عبروا وفريق لم يعبروا بعد ولكل واحد منهما عجاج الماء يميز بينهما والعجاجتان تفترقان بالماء وتلتقيان إذا كثرتا وقال ابن جنى يعني عجاجة الروم وعجاجة المسلمين وليس ما ذكر لأنهم عند عبور النهر ما كانوا يقاتلون الروم
ركض الأمير وكاللجين حبابهُ ... وثنى الأعنة وهو كالعقيان
يقول ركض خيله إلى الروم والماء أبيض كالفضة فلما قتلهم وجرت فيهم دماؤهم عاد وقد احمر كالذهب
فتل الحبال من الغدائر فوقه ... وبنى السفين له من الصلبانِ
يقول اتخذ حبال سفنه من ذوائب من قتله واتخذ خشبها من عود الصلب لكثرة ما غنم منها
وحشاه عاديةً بغير قوائمٍ ... عقم البطون حوالك الألوان
أي حشا الماء سفنا تعدو ولا قوائمَ لها بطونها عقم لا تلد وهي سود الألوان لأنها مقيرة
تأتي بما سبت الخيولُ كأنها ... تحت الحسانِ مرابض الغزلانِ
تأتي بالجواري اللاتي سبين وكأنهن غزلان والسميريت مرابضهن
بحر تعود أن يذم لأهله ... من دهره وطوارق الحدثانِ
هذا الماء الذي عبره سيف الدولة بحر تعود أن يجعل من وراءه في ذمته فلا يصل إليهم أحد وهو في جواره من الدهر وحوادثه
فتركته وإذا أذم من الورى ... راعاك واستثنى بني حمدانِ
يقول تركت هذا النهر بعبورك إياه يجير أهله من كل أحد إلا من بني حمدان فإنه لا يجيرهم منك يعني أن غيرك لا يقدر على عبوره
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 297