responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 29
جعل عينها عين الظبي لسوادها ومجهشة متهيئة للبكاء ويريد بالطل دموعها وبالورد خدها وبالعنم اطرافها بنانها محمرة بالخضب والعنم شجرٌ له ثمر أحمر يشبه العناب قال الازهري قد رأيته في عدة مواضع ومعنى البيت من قول أبي نواس وهو ما قرأته على أبي الحسن محمد بن الفضل فقلت أخبركم عن عبد المؤمن بن خلف قال اخبرنا محمد بن زكرياء الغلابي قال سمعت الصلت بن مسعود الجحدري يقول كنت على الصفا وإلى جانبي سفيان بن عيينة فقال لي يا شابُّ من أين أنت فقلت أنا من ناحية العراق فقال ما فعل شاعركم ما فعل ظريفكم قلت من تعني قال الحسن بن هانىء قلت وما الذي استظرفت من شعره قال قوله، يا قمراً أبصرتُ في مأتمٍ، يندب شجواً بين أتراب، يبكي فيلقي الدرَّ من نرجسٍ، ويلطم الوردة بعنابِ، قال فتعجبت من سفيان بن عيينه وانشاده شعر أبي نواس ومثله لابن الرومي، كأن تلك الدموع قطر ندًى، يقطرُ من نرجسٍ على وردِ،

وريد حكمك فينا غير منصفةٍ ... بالناس كلهم أفديك من حكمِ
رويد اسم من أسماء الفعل بمنزلة بمنزلة صه ومهْ وإيهٍ يقال رويدَ رويدا أي دعه وأمهله وغير منصفة نصب على الحال والعامل فيه المصدر وغير منصفة بمعنى ظالمة يقول دعي أو أقلي حكمك علينا وأنت ظالمة لنا ثم قال أفديك بالناس كلهم من حاكم يعني أنت حبيبة إلى أن حكمت بالجور

أبديت مثلَ الذي أبديتُ من جزعٍ ... ولم تجنى الذي أجننتُ من ألم
يقال أجننت الشيء أي سترته وكتمته يقول وافقتني في ظاهر الجزع للفراق ولم تضمري ما اضمرته من وجعه كما قال الناشىء، لفظي ولفظك بالشكوى قد ائتلفا، يا ليت شعري فقلبنا لم اختلفا

إذا لبزك ثوبَ الحسنِ أصغره ... وصرتِ مثلي في ثوبين من سقم
قال الزجاج تأويل إذا أن كان الأمر كما جرى أو كما ذكرت يقول القائل زيد يصير إليك فتقول إذا اكرمه تأويله أن كان المر على ما تصف وقع اكرامه وتأويله ههنا أنه ذكر أنها لم تجن الألم كأنه قال لو اجننت من الألم ما اجننته إذا لبزك أي لسلبك ثوبَ الحسن أقل جزءٍ من اجزاء الألم أي أذهب حسنك وظهر عليك من أثره ما يذهب نضارة حسنك ويكسوك ثوب السقم وإنما ذكر لفظ التثنية لأن العادة في اللباس ثوبان ازارٌ ورداءٌ للعرب ويسمونها الحلة وللعجم قميص وسراويل فكأنه قال وكساك حلة السقم كما كساني

ليس التعللُ بالآمال من أربى ... ولا القناعةُ بالإقلال من شيمي
التعلل ترجية الوقت بالشيء اليسير بعد الشيء يقال فلان يتعلل بكذا أي يمضي به وقته ودهره والإقلال الفقر والحاجة. أقل إذا صار إلى حالة قلة الوجد للشيء وهو ضد الإكثار يقول ليس من عادتي ان أتزجى بالآمال وأدافع الوقت بشيءٍ أرجوه لعله لا يكون ولا أن أقنع باليسير يعني أنه يطلب الكثير ويسافر في طلب المال كما قال أبو الأسود، وما طلبُ المعيشة بالتمني، ولكن ألق دلوك في الدلاءِ،

ولا أظنُ بناتِ الدهرِ تتركني ... حتى تسدَّ عليها طرقها هممي
بنات الدهر حوادثه ونوائبه التي تتولد منه وتحدث فيه يقول لا تدعني النوائب حتى ادفعها عن نفسي بسدّ طريقها إلى وهو أن يتقوى بالمال والانصار

لمِ الليالي التي أخنت على جدتي ... برقةِ الحالِ واعذرني ولا تلمِ
يقول لمن لامه في الفقر لا تلمني ولم الدهر الذي اهلك مالي وسلبني الغني يقال اخنى عليه الدهر إذا اتلفه والجدة الغنى

أرى أناسا ومحصولي على غنمٍ ... وذكر جودٍ ومحصولي على كلمِ
المحصول بمعنى الحصول وقد يكون المفعول مصدرا كالمعقول والميسور وقوله وذكر جود معناه واسمع ذكر جود وهو من باب، علفتها تبنا وماءً بارداً، يقول أرى قوما على صورة الناس غير أنهم عند التحصيل كالنعم لا عقل لهم كما قال السيد الحميري، قد ضيع الله ما جمعتُ من أدبٍ، بين الحميرِ وبين الشاءِ والبقرِ،

وربَّ مالٍ فقيرا من مروتهِ ... لم يثرِ منها كما أثرى من العدم

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 29
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست