اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 279
يقول لو كان ما طلبوه مصالحة لما افتقروا إلى التشفع بفرسان الثغور لان الصلح أن تغرب أنت فيه أيضا ولكن طلبوا إليك أن تؤخر عنهم الحرب أياما وكان ذلك ذلا لهم
ومن لفرسان الثغور عليهمِ ... بتبليغهم ما لا يكاد يرامُ
يعني حين كانوا شفعاء لهم إليك حتى تؤخر عنهم الحرب أياما وذلك ما لا يكادون يقدرون على طلبه إليك فلهم المنة إذ بلغوهم ما لم يكونوا يبلغونه بأنفسهم
كتائب جاؤوا خاضعين فأقدموا ... ولو لم يكونو خائفين لخاموا
وعزت قديما في ذراك خيولهم ... وعزوا وعامت في نداك وعاموا
أي أنه تعودوا إحسانك قديما إذ كانوا في ناحيتك وكفنك وحمايتك تحسن إليهم حتى تفرقوا في برك وإحسانك
على وجهك الميمون في كل غارةٍ ... صلوةٌ توالي منهم وسلامُ
أي أنهم يصلون عليك ويسمون وإن كنت تغير عليهم تعجبا لحسن وجهك.
وكل أناسٍ يتبعون إمامهمُ ... وأنت لأهل المكرمات إمامُ
أي أن الكرام يقتدون بك لأنك إمامهم
ورب جوابٍ عن كتاب بعثنه ... وعنوانه للناظرين قتامُ
يقول رب جيشٍ أقمته مقام جوابِ كتابٍ كتب إليك فصار قتامه وهو غبرته يدل عليه كما يدل العنوان على الكتاب والمكتوب إليه
تضيق به البيداء من قبل نشره ... وما فض بالبيدءا عنه ختامُ
يقول تضيق البيداء بهذا الجواب ولم ينشر لم يفض عنه الختم وأراد أنه ديش كثير قبل انتشاره وتضيق به البيداء فكيف إذا انتشروا وتفرقوا للحرب والغارة
حروف هجاء الناس فيه ثلاثةٌ ... جوادق ورمح ذابل وحسامُ
لما سمي الجيش جوابا جعل حروف هجائه هذه الأشياء أي أنه ألف من هذه الأشياء كما يؤلف الجواب بحروف الهجاء
أذا الحرب قد اتبعتها فاله ساعة ... ليغمد نصل أو يحل حزامُ
أي يا ذا الحرب والمعنى فاله ساعة أي أتركه من قولهم لهيت عنه أي تركته
وإن طال أعمار الرماحُ بهدنةٍ ... فإن الذي يعمرن عندك عامُ
يقول إن سلمت الرماح من التكسر بترك استعمالها في الحرب بالهدنة بين الفريقين فإنها لا تبقى عندك إلا عاما واحدا لأنك لا تهادن العدو أثر من هذه المدة
وما زلت تفنى السمر وهي كثيرةٌ ... وتفنى بهن الجيش وهو لهامُ
يقول ما زلت تفنى الرماح بكثرة استعمالها وتفنى بها جيش الأعداء واللهام الكثير كأنه يلتهم كل شيء
متى عاود الجالون عاودت أرضهم ... وفيها رقاب للسيوفِ وهامُ
الجالون الذين فارقوا ديارهم هربا منه يقول إذا عادوا إلى أوطانهم عدت إليهم فظفرت بهم وقتلتهم وهو قوله وفيها رقاب للسيوف وهام الجالون الذين فارقوا ديارهم هربا منه يقول إذا عادوا إلى أوطانهم عدت إليهم فظفرت بهم وقتلتهم وهو قوله وفيها رقاب للسيوف وهام
وربوا لك الأولاد حتى تصيبها ... وقد كعبت بنت وشب غلامُ
يقول لما هربوا منك فجلوا عن منازلهم ربوا أولادهم لتسبيهم وقد صارت البنت كاعبا والابن شابا أي صارا بحيث يصلحان للسبي ومعنى تصيبها أي حتى تكون العاقبة أصابتك إياها كقوله تعالى فالتقطه آل فروعن ليكون لهم عدوا وحزنا
جرى معك الجارون حتى إذا انتهوا ... إلى الغاية القصوى جريت وقاموا
أي جاورك حتى إذا انتهى بهم الجري جريت وحدك لأنهم تخلفوا عنك فسبقت غايتهم واصل هذا في الخيل تجارى فإذا ونى بعضها سبقته التي لم يلحقها الكلال
فليس لشمس مذ أنرت إنارةٌ ... وليس لبدرٍ مذ تممت تمامُ
يريد أنه أنور من الشمس فإنارتها تذهب باطلةً عند إنارته وهو أتم من البدر فتمامه كلا تمام وقال يذكر إيقاع سيف الدولة ببني عقيل وقشير وبلعجلان وكلاب لما عاثوا في نواحي اعماله وقصده إياهم وأهلاك من أهلكه منهم وعفوه عمن عفى عنه بعد تضافرهم وتضامهم عن لقائه سنة 344.
تذكرت ما بين العذيب وبارقِ ... مجر عوالينا ومجرى السوابقِ
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 279