اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 277
الأحيدب جبل الحدث يقول نثرتهم على هذا الجبل مقتولين نثر الدراهم على العروس يعين تفرقت مصارعهم على هذا الجبل كما تتفرق مواقع الدراهم إذا نثرت.
تدوس بك الخيل الوكور على الذرى ... وقد كثرت حول الوكور المطاعمُ
يريد أنه يتبعهم في رؤس الجبال حيث يكون وكور جوارح الطير فقتلهم هناك حتى كثرت مطاعم الطير حول وكورها
تظن فراخ الفتخ أنك زرتها ... بأماتها وهي العتاق الصلادمُ
الفتخ جمع الفتخاء وهي العقاب اللينة الجناح والفتخ لين المفاصل والعتاق كرام الخيل والصلادم جمع صلدهم وهي الفرس الشديدة الصلبة يقول تظن فراخ العقبان خيلك امهاتها لما صعدت الجبال وبلغت أوكارها لأن خيلك كالعقبان شدة وضمرا وسرعةً كما قال، نظروا إلى زبرِ الحديد كأنما، يصعدن بين مناكب العقبان، يريد به الخيل
إذا زلقت مشيتها ببطونها ... كما تتمشى في الصعيد الأراقمُ
إذا زلقت الخيل في صعودها جعلتها تمشي على بطونها في تلك المزالق مشي الحيات على بطونها في الصعيد يصف صعوبة مراقيها في الجبال
أفي كل يومٍ ذا الدمستق مقدمٌ ... قفاه على الإقدام للوجه لائمُ
أي كل يوم يقدم عليك الدمستق ثم يفر فيلوم قفاه وجهه على إقدامه يقول لم أقدمت حتى عرضتني للضرب بهزيمتك وذلك أن إقدامه سبب هزيمته والضرب في قفاه.
أينكر ريح الليث حتى يذوقه ... وقد عرفت ريح الليوث البهائمُ
يذوقه معناه يجربه ويختبره والمضير لليث يقال ذق ما عند فلان أي جربه وفي هذا اشارة إلى أنه أجهل من البهائم لأنها إذا شمت ريح الأسد وقفت ولم تتقدم وهذا على طريق التمثيل والمعنى أنه يسمع خبر سيف الدولة فيأتيه مقاتلا ثم ينهزم ولو أنهزم من غير قتالٍ كان اجزم له
وقد فجعته بابنه وابن صهرهِ ... وبالصهر حملاتث الأميرِ الغواشمُ
يقول حملاتك عليهم التي تغشمهم وتدقهم وتكسرهم وقد فجعته بأقاربه أي فهلا اعتبر بهم حتى لا يقدم
مضى يشكر الأصحاب في فوته الظبا ... لما شغلتها هامهم والمعاصم
أي انهزم شاكرا لأصحابه لما شغلت بهم السيوف عنه فكأنهم وقوه السيوف برؤوسهم وأيديهم حتى سبق وفات السيوف
ويفهم صوت المشرفية فيهم ... على أن اصوات السيوف أعاجم
السيوف لا تفهم بصوتها أحدا لأن اصواتها أعاجم غير مفهوم منها شيء والدمستق يفهم صوتها في أصحابه لأنه يستدل بذلك على قتلهم فهو فهم من طريق الاعتبار لا من طريق السماع
يسر بما أعطاك لا من جهالةٍ ... ولكن مغنوما نجا منك غانمُ
يسر بما أخذته من أصحابه وامتعته وأسلحته وعدته حيث كانت كالفداء له إذ نجا هو واشتغل العسكر بأخذ هذه الأشياء وليس يسر جهلا بحالته وإن الذي انتهبت امواله ليس سبيله أن يسر ولكنه حين نجا براسه غانمٌ وإن كان مغنوما أي لا يهتم لغيره غذ نجا هو لأن المسلوب إذا سلم منك بسلبه فهو سالب
ولست مليكا هازما لنظيره ... ولكنك التوحيد للشرك هازم
يقول لست في هزمك الدمستق ملكا هزم نظيرا ولكنك الاسلام هزم الشرك
تشرف عدنانٌ به لا ربيعةٌ ... وتفتخر الدنيا به لا العواصمُ
ربيعة بطن من عدنان يقول جميع العرب يفتخرون به لا بعضهم وهو فخر لجميع الدنيا لا لبلاد مخصوصة
لك الحمد في الدر الذي لي لفظه ... فإنك معطيه وإني ناظمُ
يعني بالدر شعره يقول المعاني لك واللفظ لي فأنت تعطينيه وأنا أنظمه
وأني لتعدوبي عطاياك في الوغا ... فلا أنا مذمومٌ ولا أنت نادمُ
أيأنا امتطي في الغزو خبلك التي ركبتنيها ولست مذموما في أخذها لأني شاكر أياديك ناشر ذكرك ولست نادما على ما اعطيتني لقيامي بحق ما أوليتني
على كل طيارٍ إليها برجلهِ ... إذا وقعت في مسمعيه الغماغمُ
أي على كل فرس يطير إلى الحرب برجله يجري في سرعة الطائر إذا سمع صوت الحرب والغماغم الأصوات المختلطة وعلى من صلة الندم أي لست نادما على هبتك لي كل فرسٍ طيارٍ ويجوز أن يكون من صلة محذوفٍ دل عليه ما تقدم كأنهن قال أقصد الوغا على كل طيارٍ
ألا أيها السيف الذي لست مغمداً ... ولا فيك مرتابٌ ولا منك عاصمُ
يقول أنت سيف لا تغمد ولا يشك أحد في هذا ولا يعصم منك شيء لا حصن ولا حديد ويروي ليس مغمدا
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 277