responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 271
يتبع هراب الرجال مرادهُ ... فمن فر حرباً عارضته الغوائلُ
الذي يهربون منه يتبعهم همته فيهلكون بسبب من الأسباب وهو قوله فمن فر حربا أي محاربا وهو نصب على الحال يقال فلان حرب لفلان إذا كان معاديا له عارضته الغوائل أي استقبلته غائلة تهلكه

ومن فر من إحسانه حسداً له ... تلقاه منه حيث ما سار نائلُ
أي لعموم نائله الأرض استقبله حيث ما توجه نائل منه

فتى لا يرى إحسانه وهو كاملٌ ... له كاملا حتى يرى وهو شاملُ
إحسنه الكامل عنده غير كامل حتى يكون عاما يشتمل الناس جميعا

إذا العرب العرباء رازت نفوسها ... فأنت فتاها والمليك الحلاحلُ
العرب العرباء العاربة القديمة المحض يقول إذا اختبروا نفوسهم عند الجود والشجاعة كنت فتاهم وسيدهم لأنك أجودهم وأشجعهم والمليك الملك والحلاحل السيد

أطاعتك في أرواحها وتصرفت ... بأمرك التفت عليك القبائل
أي في بذل أرواحهم يقول هم لك مطيعون ولو أمرتهم ببذل الأرواح ومعنى التفت عليك القبائل أحاطت بك من حيث النسب فأنت وسيط فيما بينهم ويجوز أن يريج أنهم أنضموا إليك وأحاجوا بك طاعةً لك

وكل أنابيب القنا مدد له ... وما تنكت الفرسان إلا العواملُ
هذا مثل يقول الطعن إنما يتأتى بجميع الرمح وما لم يعاون بعض الرمح بعضا لم يحصل الطعن ولكن العوامل هي التي تصيب الفرسان لأن السنان فيها كذلك القبائل كلهم مدد لك والعمل من فأنت منهم كالعامل من الرمح وهذا يقوي المعنى الثاني في البيت الذي قبله وهذا من قول بشار، خلقوا سادةً فكانوا سواء، ككعوب القناة تحت السنان، وقد قال البحتري، كالرمح فيه بضع عشرة فقرةً، منقادةً تحت السنان الأصيد،

رأيتك لو لم يقتضِ الطعن في الوغى ... إليك انقيادا لاقتضته الشمائلُ
يقول إن لم يطعك الناس خوفا من طعنك أطاعوك حبا لشمائلك أي أن كرمك وحسن أخلاقك أدعى إلى طاعتك من الطعان في القتال

ومن لم تعلمه لك الذل نفسه ... من الناس طرا علمته المناصلُ
أي من لم يتذلل لك طوعا ورغبةً تذلل لك خوفا ورهبة وأنفذ سيف الدولة إلى أبي الطيب قول الشاعر، سأشكر عمرا إن تراخت منيتي، أيادي لم تمنن وإن هي جلبت، فتىً غير محجوب الغني عن صديقه، ولا مظهر الشكوى إذا النعل ذلت، رأى خلتي من حيث يخفى مكانها، فكانت قذى عينيه حتى تجلت، وسأله أجازته فقال ورسوله واقف

لنا ملك لا يطعنم النوم همهُ ... ممات لحيٍّ أو حيوة لميتِ
أي ما يشتغل بالنوم إنما همته الحرب والجود فهو يميت بقتاله اعداءه ويحيى بنواله أولياءه

ويكبر أ، تقذى بشيء جفونه ... إذا ما رأته خلة بك قرت
هذا كالرد على الأول في قوله فكانت قذى عينيه يقول هو أكبر من أن يتأذى بشيء يعني أن الأشياء تصغر عن اجتلاب كراهته فما خالف إرادته عدم

جزى الله عني سيف الدولة هاشمٍ ... فإن نداه الغمر سيفي ودولتي
وقال يذكر وقعته ببني كلاب في جمادي الاخرة سنة 343

بغيرك راعيا عبث الذئاب ... وغيرك صارما ثلم الضراب
يريد عبث الذئاب بغيرك في حال رعيه وسياسته وثلم الضراب غيرك في حال قطعه أي إذا كنت أنت الراعي لم تعبث الذئاب بسوامك وإذا كنت أنت الصارم لم يثلمك الضرب والمعنى إذا كنت الحافظ لرعيتك لم يحم حولهم أحد بما يضرهم خوفا منك

وتملك أنفس الثقلين طرا ... فكيف تحوز أنفسها كلابُ
يقول أنت ملك الجن والأنس فكيف يكون لبنى كلاب ملك أنفسهم ثم ذكر عذرهم فقال

وما تركوك معصيةً ولكن ... يعاف الورد والموت الشرابُ
أي إنما تركوك خوفا منك لا عصيانا لك يريد حين هربوا لما طلبهم

طلبتهم على الأمواه حتى ... تخوف أن تفتشه السحابُ
أي تتبعت أمواه البادية لطلبهم حتى خاف السحاب أن تفتشه تطلبهم عنده لما كان الماء في السحاب

فبت لياليا لا نوم فيها ... تخب بك المسومة العرابُ
أي تعدو بك الخيل العربية المعلمة يعني ذوات الشيات في طلبهم

يهز الجيش حولك جانبيه ... كما نفضت جناحيها العقابُ
شبه وهو في قلب الجيش والجيش حوله يضطرب للسير بعقابٍ تهز جناحيها

وتسأل عنهم الفوات حتى ... أجابك بعضها وهم الجوابُ

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 271
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست