اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 264
العصر والعصر والعصر الدهر ومنه قول امرء القيس، وهل يعمن من كان في العصر الخال، يقول نور هذه الأشياء بك لأنك جمال للدهر وجمال للدين ولكل شيء والمعنى عم كل شيء نورك حتى الشمس والقمر وجعل حتى في البيت حرفا عاطفا على المرفوع كما يقال قدم الحاج حتى المشاةُ
ترى الأهلة وجهاً عم نائلهُ ... وما يخص به من جونها البشرُ
يقول البشر غير مخصوص بنائلك فقد أنلت الشمس والقمر بوجهك كمال النور فقد عم إذا نائلك البشر والشمس والقمر
ما الدهر عندك إلا روضةٌ أنفٌ ... يا من شمائله في دهره زهرُ
الأنف التي لم ترع وهو أحسن لها يقول الدهر بحضرتك روضة وشمائلك زهرها
ما ينتهي لك في أيامه كرمٌ ... فلا انتهى لك في أعوامهِ عمرُ
ما نفيٌ يقول ليس ينتهي كرمك في أيام الدهر يعني أنه يزداد يعني أنه يزداد كرما على الأيام ثم دعا له فقال فلا انتهى عمرك في أعوامه
فإن حظك من تكرارها شرفٌ ... وحظ غيرك منها الشيبُ والكبرُ
يقول يزيد شرفك على تكرر الأيام والأعوام وغيرك يزيد شيبا وروى ابن جنى منه أي من التكرار وقال وقد مد نهر قويق وهو نهر بحلب فأحاط بدار سيف الدولة
حجب ذا البحر بحارٌ دونهُ ... يذمها الناس ويحمدونهُ
يريد بالبحر سيف الدولة وبالبحار أمواه ذلك النهر أي أنها تمنع الناس من زيارته والدخول عليه
يا ماء هل حسدتنا معينهُ ... أم اشتهيت أن ترى قرينهُ
يقول هل حسدتنا رؤيته فمنعتنا منه أم اردت أن تكون مثله في الندى فزخرت
أم انجعت للغنى يمينهُ ... أم زرتهُ مكثرا قطينهُ
أم جئته لتطلب معروفه لتصير غنيا أم أتيته زائرا لتكثر الذين عنده في مجلسه والقطين الجماعة يسكنون مكانا
أم جئته مخندقا حصونهُ ... أن الجياد والقنا يكفينهُ
أم جئته لتحفر خندقا لحصونه ولا حاجة به إلى الخندق فإن خيله ورماحه تكفيه الخندق والحصن
يا رب لج جعلت سفينه ... وعازب الروض توفت عونهُ
رب ماء عظيمٍ جعلت خيله سفين ذلك الماء أي عبر الماء عليها ورب ورضٍ بعيدٍ اهلكت حمره فصادته والعون جمع عانة وهي القطعة من حمر الوحش وتوفيها أخذها وافيا
وذي جنونٍ أذهبت جنونهُ ... وشرب كأسٍ أكثرت رنينهُ
يعني عاصيا متمردا أذلته الخيل حتى انقاد واطاع ورب قوم يشربون الخمر فهجمت عليهم خيله وقتلت منهم حتى كثر رنينهم على قتلاهم
وأبدلت غناءه أنينه ... وضيغمٍ أولجها عرينهُ
وملكٍ أوطأها جبينهُ ... يقودها مسهدا جفونهُ
ورب أسد أدخل سيف الدولة خيله عرين ذلك الأسد وملكٍ جعلها تطأ جبينه
مباشراً بنفسه شؤونه ... مشرفاً بطعنهِ طعينهُ
أي إذا طعن إنسانا شرفه فحصل له شرف بطعنه إياه
عفيف ما في ثوبهِ مأمونهُ ... أبيض ما في تاجهِ ميمونهُ
أي أنه عفيف الفرج فكنى عنه وأبيض الوجه مبارك الوجه
بحر يكون كل بحر نونهُ ... شمس تمنى الشمس أن تكونهُ
النون الحوت أي يصغر كل ملك بالإضافة إليه والشمس تتمنى أن تكونه لأنه أشرف منها وأكثر مناقب وذكر الكناية في تكونه لأنه عنى بالشمس الأول الممدوح
إن تدع يا سيف لتستعينه ... يجبك قبل أ، تتم سينهُ
أي أن تدعه أيها المخاطب فقلت يا سيف مستعينا اجابك قبل إتمام سين السيف يريد سرعة إجابته للداعي
أدام من أعدائه تمكينه ... من صان منهم نفسهُ ودينهُ
من صان فاعلُ أدام وهو الله تعالى أي أدام الله الذي صانه ودينه عن أعدائه تمكينه منهم.
وقال يمدحه ويهنئه بعيد الأضحى سنة اثنتين وأربعين وثلثمائة
لكل امرء من دهره ما تعودا ... وعادات سيف الدولة الطعن في العدا
هذا كقول حاتم، وكل أمرء جارٍ على ما تعودا، وجعله سيفا ثم وصفه بالطعن كأنه قال هو سيف ورمح
وأن يكذب الإرجاف عنه بضدهِ ... ويمسي بما تنوي أعاديه أسعدا
أي أن أعداءه يرجفون بقصوره وهو يكذبهم بوفوره ويرجفون بهزيمته وهو يكذبهم بظفره وأعداؤه ينوون معارضته فيتحككون به فيصير بذلك أسعد لأنه يسلبهم عدتهم وسلاحهم ومن روى بما يحوي أراد أنه أملك لما في أيديهم منهم لأنه متى أراد احتواه واستحقه
ورب مريدٍ ضره ضر نفسهُ ... وهادٍ إليه الجيش أهدى وما هدى
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 264