responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 261
أعركم طول الجيوش وعرضها ... عليٌّ شروبٌ للجيوش أكولُ
يقول أغركم كثرة رجالكم لا تغرنكم الكثرة فإن سيف الدولة يغلبكم وإن كثر عددكم وأراد بالشرب والأكل الإفناء والإبادة حتى لا يبقى منهم شيء لأن ما شرب أو أكل لم تر له عين

إذا لم يكن لليث إلا فريسةً ... غداه ولم ينفعك أنك فيلُ
هذا مثل ضربه يقول أنتم وإن كنتم أكثر عددا فن الظفر دونكم للأسد فلا تنفعكم كثرتكم كالفيل مع الليث فإن الفيل لا ينفعه عظمه إذا صار فريسةً للأسد

إذا الطعن لم تدخلك فيه شجاعةٌ ... هي الطعن لم يدخلك فيه عذولُ
إذا لم تدخلك الشجاعة في الطعن لم يدخلك فيه العذل يعني أن التحريض لا يحرك الجبان

فإن تكن الأيام أبصرن صولهُ ... فقد علم الأيام كيف تصولُ
أن أبصرت الأيام صولته على أهل الروم فقد علمها كيف تصول يعني أن الأيام تتعلم منه البأس

فدتك ملوك لم تسم مواضيا ... فإنك ماضي الشفرتينٍ صقيلُ
إذا كان بعض الناس سيفاً لدولةٍ ... ففي الناس بوقاتٌ لها طبولُ
الوق قد جاء في كلام العرب أنشد الأصميع، زمر النصارى زمرت في البوق، ومنه سميت الداهية بائقةً ويقال أباق عليهم الدهر أي هجم عليهم كما يخرج الصوت من البوق ويجمع على بوقات وإن كان مذكرا وهو جائز كما قالوا حمام وحمامات وسرادق وسرادقات وجواب وجوابات وهو كثير والمعنى أنك إذا كنت سيف الدولة فغيرك من الملوك بالإضافة إليك للدولة بمنزلة البوق والطبل أي لا يغنون غناءك ولا يقومون مقامك وعني ببعض الناس سيف الدولة هذا هو الظاهر من معنى البيت وقال أبو الفضل العروضي أراد بالبوق الطبل الشعراء الذين يشيعون ذكره ويذكرون في اشعارهم غزواته فينتشر بهم ذكره في الناس كالبوق والطبل اللذين هما لأعلام الناس بما يحدث

أنا السابق الهادي إلى ما أقوله ... إذ القول قبل القائلين مقولُ
يقول أنا الذي أسبق واتقدم غيري إلى ما أقوله يعني أنه يخترع المعاني البكر التي لم يسبق غليها إذا قال ما سبق إليه

وما لكلام الناس فيما يريبني ... أصولٌ ولا للقائليه أصولُ
أي ما يتكلم به حسادي فيما يريبني ليس له أصل ولا لهم أي انهم يكذبون عليّ فلا أصل لما يقولون لأنه كذبٌ ولا أصل لهم أي لا نسب يعرف بذلك

أعادي على ما يوجب الحب للفتى ... وأهدأ والأفكار في تجولُ
أي أعادي على علمي وفضلي وتقدمي في الشعر وذلك مما يوجب الحب لا العداوة واسكن أنا وأفكاري تجول فيّ ولا تسكن

سوى وجع الحساد داوِ فإنهُ ... إذا حل في قلبٍ فليس يحول
أي لا تشتغل بمداواة حسد الحساد فإن الحسد إذا نزل في القلب لا يتحول عنه

ولا تطمعن من حاسدٍ في مودةٍ ... وإن كنت تبديها له وتنيلُ
وإنا لنلقي الحادثاتِ بأنفسٍ ... كثير الرزايا عندهن قليلُ
يهون علينا أن تصاب جسومنا ... وتسلم أعراضٌ لنا وعقولُ
فتيها وفخراً تغلب ابنة وائلٍ ... فأنت لخير الفاخرين قبيلُ
يقول لتغلب وهي قبيلة سيف الدولة أفخري وتيهي فأنت قبيلٌ لخير من فخر يعني سيف الدولة

يغم عليا أن يموت عدوه ... إذا لم تغله بالأسنة غولُ
تغله تهلكه وتذهب به يقال غاله يقول إذا اهلكه والغول المهلك يقول الغم غول النفس والغضب غول الحلم يقول إذا مات عدوه حتف انفه ولم يحصل مقتولا بسنانه غمه ذلك

شريك المنايا والنفوس غنيمةٌ ... فكل مماتٍ لم يمته غلولُ
جعله شريك المنايا لكثرة من يقتله يقول بينه وبين المنايا شركة في النفوس فكل منية لم تكن عن سيفه وسنانه فهو غلول من المنايا

فإن تكن الدولات قسما فإنها ... لمن ورد الموت الزؤام تدولُ
يقول إذا كانت الدولة قسما لبعض الناس فإنها قسمة من حضر الحرب ومواضع القتال والموتُ الزؤام الوحيُّ

لمن هو الدنيا على النفس ساعةً ... وللبيض في هام الكماة صليلُ
يقول الدولة تدول لمن وطن نفسه على القتل ولم يمل إلى الدنيا بالنكوص عن الحرب وصبر على المكروه وهو يسمع صليل الحديد في رؤوس الشجعان وتأخر مدحه فتعتب عليه فقال يعتذر إليه

بأدني ابتسامٍ منك تحي القرائح ... وتقوى من الجسم الضعيفِ الجوارحُ

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 261
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست