responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 260
كانت السيوف والرماح قد اهلكت الرجال في هذين الموضعين فلما عاودنه بعد مدة وجدت قوما آخرين قد أدركوا بدلا عن الأول

طلعن عليهم طلعةً يعرفونها ... لها غرر ما تنقضي وحجولُ
أي طلعت الخيل على أهل هذين الموضعين طلعةً قد عرفوها لها شهرة كغرر الخيل وحجولها لأنه طالما طلعت عليهم الخيل وأغارت

تمل الحصون الشم طول نزالنا ... فتلقى إلينا أهلها وتزولُ
الشم الطوال المرتفعة في السماء أي أنها تمل ول منازلتنا إياها فتزول هي عن أماكنها بالخراب وتمكننا من أهلها

وبتن بحصن الران رزحى من الوجى ... وكل عزيزٍ للأمير ذليلُ
باتت الخيل رازحة معيبةً بهذا المكان مما اصابها في حوافرها ثم اعتذر لها فقال لم يلحقها ذلك لضعفها ولكن الأمير كلفها من همه صعبا فذلت له وإن كانت عزيرةً قويةً.

وفي كل نفس ما خلاه ملالةٌ ... وفي كل سيفٍ ما خلاه فلول
ودون سميساط المطامير والملا ... وأودية مجهولةٌ وهجولُ
المطمورة حفرة يخبأ فيها الكعام والشراب والملا المتسع من الأرض والهجل المطمئن من الأرض يقول قبل الوصول إلى سميساط هذه الأشياء.

لبسن الدجى فيها إلى أرض مرعشٍ ... وللرةم خطب في البلاد جليلُ
أي سارت الخيل في تلك الأودية إلى ارض مرعش ليلا فكأنها لبست الدجى حين سارت في الظلمة وهو من قول ذي الرمة، فلما لبسن الليل، البيت وقوله وللروم خطب وذلك أن سيف الدولة لما نزل بحصن الران ورد عليه الخبر أن الروم في بلاد المسلمين يعبثون ويقتلون ويجوز أن يكون المعنى أن لأرض الروم خطبا جليلا لأن الوصول إليها صعب لتعذر الطريق إليها ولشدة شوكة أهلها وقد داسها سيف الدولة بحوافر خيله وذلل أهلها

فلما رأوه وحده قبل جيشهِ ... دروا أنكل العالمين فضول
في هذه إشارة إلى أنه لشجاعته يتقدم الخيل حتى رآءه الروم وحده ولما رأوه علموا أنه يغني غناء بني آدم كلهم وإن من سواه من العالمين لا حاجة إليهم مع وجوده

وأن رماح الخط عنه قصيرةٌ ... وأن حديد الهند عنه كليلُ
وعلموا أن الرماح لا تصل إليه وأن السيوف تكل عنه فلا تقطعه أما لأنها تندفع دونه لعزته ومنعته وأما لأن هيبته تمنع الطاعن والضارب

فأوردهم صدر الحصان وسيفه ... فتًى بأسه مثل العطاء جزيلُ
يعني أنهم قتلوا بحضرته وهو راكبٌ جعلهم وأردين صدر فرسه حين أحضروا بين يديه وهو راكب وواردين سيفه حين قتلوا به

جوادٌ على العلات بالمال كلهِ ... ولكنه بالدارعين بخيلُ
يجود بماله على اختلاف احواله كيف ما دار به الأمر كان جوادا ولكنه بخيل برجاله والمعنى أنه يبذل المال ويصون الأبطال وأن جعلنا الدارعين من الأعداء كان المعنى أنه يقتلهم ولا يجود بهم عليهم

فودع قتلاهم وشيع فلهم ... بضربٍ حزون البيض فيه سهولُ
ترك الذين قتلهم وابتع الذين انهزموا بضربٍ لا تدفعه البيض عن الرأس وكان الحزن منها سهل لذلك الضرب

على قلب قسطنطين منه تعجبٌ ... وإن كان في ساقيه منه كبولُ
يعني ابن الدمستق يقول وإن كان مشغولا بالقيد فذلك لا يمنعه من التعجب مما يرى من شجاعته

لعلك يوماً يا دمستق عائدٌ ... فكم هاربٍ مما إليه يؤولُ
يقول أن هربت فلعلك تعود يوما فقد يهرب الإنسان مما يعود إليه وهذا تهديد له أي أنك تعود فتؤسر أو تقتل

نجوت بإحدى مهجتيك جريحة ... وخلفت إحدى مهجتيك تسيلُ
يريد أنه هرب مجروحا ونجا بروحه فجعل مهجته مجروحةً وإن كانت الجراحة على بدنه لأن الجراحة على البدن تسري إلى الروح وعني بالمهجة الثانية ابنه وقوله تسيل قال ابن جنى يعني أن ابنه يذوب في القيد هما وهزالا وليس ما قاله شيئا والمعنى أنه يقتل فيسيل دمه إلا ترى أنه قال

أتسلم للخطية أبنك هاربا ... ويسكن في الدنيا إليك خليلُ
هذا استفهام إنكارٍ وتوبيخٌ يقول أتخذله وتهرب ويثق بك أحد بعد ذلك من خلانك أي لا يثق بك أحد بع هذا ثم ذكر عذره في ذلك فقال

بوجهك ما أنساكه من مرشةٍ ... نصيرك منها رنةٌ وعويلُ
يعني جراحةً ترش الدم إرشاشا يقول بوجهك جراحة انستك ابنك وليس لك من ينصرك منها إلا الرنين والصياح والمعنى أنك عاجز عن نصرة نفسك فكيف تنصر ابنك

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 260
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست